ينحبون بأصوات مدوية ، قارعين صدورهم بقبضاتهم ، ويبوسون عتبات الحرم ، ويلثمون البوابات ، وما إلى ذلك.
يشكل سكان إيران أكثر طبقات الحجاج يسرا ؛ وإذا كان على البواخر ركاب في الدرجة الأولى والدرجة الثانية ، فهم كلهم تقريبا من الفرس ؛ كما أن الفرس وحدهم يستعملون أغلى واسطة للتنقل في الحجاز وهي تختروان ؛ وخيرة البيوت في جدّة ومكة والمدينة المنورة وينبع يشغلها هؤلاء الحجاج الفرس ؛ والبيوت في منى يستأجرها على الأغلب الفرس وحدهم. وهم يجلبون معهم خياما جيدة ، وسجادات ؛ وعند كثيرين منهم خدم.
وتجدر الإشارة إلى أن البدو يستحصلون من الشيعيين ، لقاء حق المرور ، رسما معينا ؛ ففي هذه السنة ، مثلا ، أخذ رجال قبيلة بني حرب من كل منهم ليرة ونصف ليرة في الطريق من المدينة المنورة إلى ينبع.
وهذه السنة بلغ عدد الفرس الذين زاروا الحجاز ، بمن فيهم النساء والأطفال الذين يأخذوهم الكثيرون من الفرس معهم زهاء ٨٠٠٠ شخص.
الاتراك
يشكل الأتراك أكبر قسم من الحجاج الذين يتوافدون من الشمال. أما النقاط الرئيسية التي يركبون فيها البواخر المنطلقة إلى الحجاز ، هي القسطنطينية وأزمير ، ثم ادنة ومرسين ، وكذلك مرافئ صغيرة أخرى على سواحل البحر الأبيض المتوسط التي تدخل إليها البواخر التركية التي تنقل الحجاج. ونادرا ما يسافر الأتراك مع أفراد عائلاتهم ؛ وهم يشكلون اهدأ طبقة من الحجاج.
وقد ترسخت عند أهالي الأناضول عادة مفادها أن الذين ينوون