العموم الأهداف المنشودة. أما التنظيم المصمم في القضية موضوع البحث ، فإنه بتمادي إلى حد أن العمد (الشيوخ) والجاويشية سيقتربون من وضع الموظف الحكوممي حتى مع الحق في المكافآت.
الجاويشية ضارون على العموم لأنهم «يدعون الحاح» إلى الأماكن المقدسة مبتزين من مهنتهك الكثير من المنافع. والجاويش المنتخب طوعا واختيارا يحظى بقسط من الاحترام من جانب جماعة الحجاج السائة ووراءه ، ولكن الجاويش المعيّن من فوق لن يحظى بهذا الأحترام. وإذا خطر في باله عند اجتياز الحدود أن يطبق أنظمة اوحوا له بها أو أمروه بتطبيقها ، فإن رفاقه الحجاج سيعلنونه بالكافر ويطردونه على الأرجح من بيئتهم. ويبقى للجاويش أو للعمدة (فيما وراء الحدود) أن يذعن لمتطلبات الجمهور ، وإذا كان في الجمهور حاج محنك فإنه لن يبقى للجاويش المعين غير أن يكون خادمه المطيع.
ودون الاستغراق في محاكمات شاسعة ومتعددة الجوانب بصدد هذه المسألة البالغة الشأن من الناحية السياسية كما هو عليها الحج ، أرى من الممكن الاكتفاء بالمبادئ التالية :
١ ـ الامتناع في كل حال من الأحوال عن اللجوء إلى التدابير غير العقلانية في توجيه الحجاج عبر مرافئ البحر الأسود والقسطنطينية.
٢ ـ الامتناع عن اغلاق سبل القوافل القائمة في آسيا الوسطى من أجل الحج.
٣ ـ إنشاء مراكز عبور على الخطوط الحدودية مع فرض رقابة صحية جدية على الحجاج العائدين.
٤ ـ الامتناع عن اللجوء إلى أية تدابير حماية في صالح الحجاج المسلمين وبخاصة إلى تدابير تتفوق على تدابير العناية بالحجاج المسيحيين.