ـ ٤ ـ
إن المسلمين السنيين في روسيا الأوروبية والقفقاس والقرم لا يواجهون المصاعب في الحج عبر القسطنطينية التي يمضون إليها عبر مرافئ البحر [ظهر ص ٧] الأسود والتي ينطلقون منها بطريق القوافل إلى الجزيرة العربية. أما المسلمون الشيعيون ، فإنهم يمضون إلى اماكنهم المقدسة بطريق القوافل على الأغلب عبر الحدود الايرانية ، رغم أن المسلمين الشيعيين من مشارف قزوين قد يركبون البواخر ، أغلب الظن ، حتى انزلي ورشت.
أما أغلبية السنيين في روسيا الآسيوية وبخاصة في مناطق آسيا الوسطى ، وكذلك مجمل سكان بخارى وخوى ، فمن المشكوك فيه أن يكون من الممكن اجتذاب هذه المجموعة الهائلة بالتدابير الادارية أو غيرها من التدابير إلى مرافئ البحر الأسود. سيكون من الممكن بالطبع توجيه مسلمي آسيا الوسطى أيضا بالقوة عبر باطوم إلى القسطنطينية ، ولكن هذا التدبير سيكون ضارا مباشرة من جميع النواحي ، وضارا في المقام الأول بمصالح السياسة الروسية.
ـ ٥ ـ
إن سفر المسلمين السنيين عبر القسطنطينية غير مرغوب فيه إطلاقا ، وإذا كان لا بدّ من احتماله ، فيقدر [ص ٨] الضرورة المحتمة فقط ، وليس البتة في أي حال من الأحوال بوصفه امرا نافعا أو مرغوبا فيه.
إن الحج هو ظاهرة ذات طابع ديني سياسي. وبفضل الحج ينتعش المسلمون باستمرار. لا في عقائدهم وحسب ، بل أيضا في عدائهم لغير المؤمنين أي لعموم العالم الذي لا يعتنق تعاليم القرآن. وفي هذا المجال يأتي المسيحيون واليهود أعلى نوعا ما من الوثنيين ولكنهم مع