والي مكة. ويقال أن الشريف يعيل خفره من الجنود والياورين من مداخيله غير القليلة. وعادة يلبي بدلة آسيوية طويلة الأطراف ، ولكن له لأجل المناسبات الاحتفالية زيا خاصا بصورة معظف رسمي يزور به ، مثلا ، الشخصيات الأجنبية الرفيعة المقام. وهو يحمل عبر كتفه شريطا من نوع شريط وسام القديس اندري في روسيا وكثرة من الأوسمة والنجوم المرصعة بأحجار الألماس واللآلئ.
وعادة يخرج الشريف من بيته في عربة تجرها البغال. ومما له دلالته انه حين يرغب في زيارة أحد ما ، يرسل سلفا إلى الأمام قبل وصوله ببعض دقائق بضعة جنود مسلحين مع صابط. وهؤلاء يقفون في الغرفة المعدة لأجل استقبال الشريف ، وحين يصل ، يقدمون له التحية : يقدمون السلاح ، ويقفون هكذا أمام الشريف ورب الدار طالما تستمر الزيارة. وليس من النادر في هذه الزيارات أن يحملوا مسبقا إلى البيت الذي يمضي إليه نارجيلته ، كما تفعل النساء ، الأمر الذي سبق أن تحدثنا عنه [...].
تعقد المحكمة جلساتها علنا. ونظام وشكل النظر في الدعاوي في غرف المحكمة بسيطان جدّا ، غير معقدين ، كما أن الوضع كله بسيط أيضا. كل شيء يجري ببالغ الهدوء وبكل لياقة. وعند النظر في القضايا والفصل فيها يسترشد القضاة بكتب الشريعة بل بأنظمة خاصة وضعتها الحكومة التركية على أساس أحكام الشريعة. وهذه الأنظمة تسمى «الدستور» ومكتوبة بشكل مواد منفردة ، مثل قوانينا الروسية ، أو على العموم مثل المجموعات الأوروبية من القوانين. ومواد «الدستور» تتغير وتتكامل وفقا لمقتضيات الحياة العملية وروح العصر ولا تشكل بالتالي أحكاما جامدة لا تتغير مثل الشريعة (١). والمدعي أو المدعي عليه ،
__________________
(*) أصول وضع الدستور هي التالية. توجد في القسطنطينية لجنة خاصة من الحقوقيين ـ