الطعام كان مؤمنا للمعدمين ، والحق يقال ، على حساب الحكومة التركية.
اثر باخرتنا «عبد القدير» أخذت تتوافد بواخر أخرى وتتوقف كذلك للتقيد بالحجر الصحي. نحو اليوم الخامس عشر من التوقف قرب جبال سيناء ، تجمعت ٢٥ باخرة. وفي هذه الأثناء ، سمحوا للبواخر التي وصلت قبل «عبد القدير» بالسفر ثم بدأت تقلع شيئا فشيئا البواخر التي وصلت بعدها ، ولكن اعتبروا أنها خضعت للحجر الصحي. ومحل البواخر التي اقلعت ، حلت بواخر جديدة ، ولذا وصلت أثناء توقفنا قرب جبال سيناء قرابة أربعين باخرة حاملة الحجاج العائدين من مكة.
وبالنسبة لنا نحن ركاب «عبد القدير» دام الحجر الصحي ٣٣ يوما ؛ وفي ٢٥ تموز (يوليو) فقط أعلن أن بوسع الباخرة أن تستأنف سفرها. نقلوا الركاب من الساحل بالزوارق إلى الباخرة. ولكن نقلوا معهم زهاء ٦٠ مريضا بقوا من البواخر الأخرى. أكان هذا سوء استعمال للوظائف أم مجرد نقص في القيام بها؟ على كل حال كان من الغريب أن يبقونا في الحجر الصحي ٣٣ يوما وأن ينتهي هذا الحجر الصحي بضم مرضى من بواخر أخرى إلينا من جديد. وبالطبع ، ما لبثت النتائج أن ظهرت ؛ فبعد يوم ، كانت على «عبد القدير» خمس جثث.
في ٢٦ تموز (يوليو) مساء ، أقلعت «عبد القدير» ، وفي صباح اليوم التالي اقتربت من مدخل قناة السويس. وهنا صعد إلى الباخرة أعضاء اللجنة الصحية الدولية ، وفحصوا المرضى وتحققوا من عدد الركاب ، ثم دخلت الباخرة قناة السويس التي هي عبارة عن شريط مائي ضيق بين ضفتين رمليتين منخفضتين. والقناة ضيقة إلى حد انه لا يمكن لباخرتين أن تتلاقيا ، بل يجب أن تنتظر احداهما الأخرى في أمكنة معينة أوسع.
مضينا في القناة يوما بكامله بحراسة باخرة صغيرة وحرس مسلح