وعلى هذا الطريق
يمضي المحمل السوري الذي يحظى بحماية مسلحة ويرافقه دائما عدد كبير من الحجاج
والتجار. وهذا الطريق ، كما قالوا لي ، أخذ ينتعش من جديد في الآونة الأخيرة بعد
تأسيس المحجر الصحي في الطور وكمران ؛ وشرع كثيرون من الحجاج يفضلون السفر شهرا من
المدينة المنورة إلى دمشق على البقاء ١٠ ـ ١٥ يوما في أحد المحجرين الصحيين
المعنيين.
٣ ـ يسافر قسم من
الحجاج من الأقاليم الجنوبية من إيران بحرا عبر البصرة ، وبندر بوشير أو بندر عباس
إلى جدّة.
٤ ـ أخيرا الطريق
الحديث والأكثر انتعاشا ؛ وهو يعبر حدود روسيا ؛ فإن سكان خراسان يمضون إلى إحدى
محطات سكة حديد ما وراء قزوين ؛ ومن أقليم استراباد أو من أقليم مازندران ،
يسافرون إلى باكو ومن طهران واذربيجان يسافرون بسكة حديد ما وراء القفقاس ، وفيما
بعد يسافرون إلى القسطنطينية عبر باطوم.
صحيح أنهم يصبرون
على الشيعيين ويسمحون لهم ، على قدم المساواة مع سائر الحجاج ، باداء جميع الشعائر
التي يقتضيها الحج ، ولكن كره السنيين لهم ، أي كره جميع الحجاج الباقين يتجلى في
كل حال. أما اساس هذه العداوة ، فهو ، عدا الأسباب التاريخية ، موقف الازدراء من
جانب الفرس أنفسهم حيال بعض المقدسات التي يجلّها السنيون ؛ فأثناء قيامهم الطواف
، مثلا ، يشيحون بوجوههم عن الحجر الأسود ؛ وأحيانا يثبتون عليهم تدنيس المقدسات
بصورة افدح ؛ فعند زيارة قبر النبي ، يعبرون بجلاء عن احتقارهم للخليفتين
المدفونين هناك مع النبي ، الأمر الذي لا يندر أن يشبعوهم ضربا بسببه.
وليس ثمة امة من
الأمم تعرب عن مشاعرها الدينية بنفس القدر من الوضوح الذي يعرف به الفرس عنها ،
وتتميز بنفس القدر من الحمية والهياج الذي يتميز به الفرس اثناء إداء شعائر الحج ؛
فحول الكعبة ،