احتراس عن القافلة آملين في سلاحهم ، ويرفضون التكرم بالبخشيش على سواقي الجمال في قافلتهم ، ويحملون ، لما فيه إغراء البدو ، زنانير ضخمة جدّا ؛ ولكن كره العرب العام للأتراك يلعب هو أيضا ، أغلب الظن ، دورا معينا في هذا المجال.
في هذه السنة ، لم يتضرر سوى مسلم واحد من رعايا روسيا ؛ ففي الليل ضربوه بحجر أثناء الوقفة في جوار رابغ. ولكنه أصيب بخدش بسيط فقط ؛ وفي الليل نفسه سرقوا منه كيسا كان فيه كل ما يملكه. وقد عرفت بهذه الحادثة في الطريق من المدينة المنورة إلى ينبع ؛ صحيح أن المتضرر تقدم من القائمقام بشكوى عند وصوله إلى ينبع ، ولكن الشكوى لم تلق قبولا لأنها لم ترد في الوقت المناسب. وهذا الحاج أكمل الطريق الباقي بأموال مواطنيه. وعمليات نهب المسلمين من رعايا روسيا نادرة جدّا على العموم ، وذلك جزئيّا بفضل المقوّم العجوز محيسن الذي يقوم منذ أكثر من ٤٠ سنة بنقل الحجاج الروس ويعرف كيف يردع بدويّيه ؛ ولربما أيضا بفضل سحر الأسم الروسي.
وهناك أمثلة على الإعتداءات السافرة على القوافل. وهذا ما يحدث عند ما يمرّ المقوّم عبر منطقة القبيلة المعادية له. وفي مثل هذه الأحوال تتلخص مهمة المقوّم ، أما في عقد الصلح أو في شق طريق له بالسلاح عبر الأرض المعادية. وفي شهر نيسان (ابريل) من السنة الجارية وقع في جوار رابغ إعتداء من هذا النوع على قافلة محيسن المذكور أعلاه ؛ وقد تسنى لرجاله المتفوقين عددا صد الاعتداء. ولم يسمع الحجاج غير صفير الرصاص ؛ وكان نصيبهم الخوف وحسب. وفي سنة ١٨٩٥ ، وقع إعتداء مماثل ؛ ولكن بعد تبادل اطلاق النار زمنا طويلا ، تجمع المتعادون في حلقة وعقدوا الصلح.
وهناك ظاهرة أخطر ، هي حجز جميع القوافل بسبب عدم دفع الإعانة المالية التي وعدت بها الحكومة التركية لبعض القبائل المشاغبة