المودة ، التهذيب ، البشاشة ، غياب التعصب الأعمى. يتحدثون عن تحريض الإنجليز اليمنيين ضد حكومتهم الشرعية ، يقولون أن الإنجليز يبيعون بأسعار بخسة جدّا بنادق سريعة الطلقات. هنا الجميع يكرهون أبناء البيون (إنجلترا) وأعتقد أن السبب هو مصر. وحالة المحمل البائسة ينسبونها أيضا إلى الإنجليز. يسترعي نمو المدينة الكبير في الآونة الأخيرة الإنتباه؛ الأمكنة يتسابقون على شرائها ؛ وهناك إنشاءات كثيرة بادئة ؛ البيوت غلا سعرها ؛ ينسبون هذا إلى تدفق الناس من بلدان أخرى ، ويعتبرونه (دليلا على) اقتراب نهاية الدنيا. وهناك حكاية طريفة عن أحد ائمة مكة ـ عن [...] * آخون دجان. هذا الرجل الفاضل سمع بظهور المهدي في السودان فطلق زوجته وراح إلى السودان ، رغم تقدمه في السن ، ليعرف ما إذا كان هو المهدي فعلا. عاد بعد ٥ سنوات على اقتناع بأن الرجل ليس المهدي الحقيقي ، بل قديس. سمعت نكتة. في القسطنطينية ، أثناء صلاة الجمعة ، صاح أحدهم انه المهدي المنتظر ، فاعتقلوه وأوصلوه إلى القاضي ؛ سأله القاضي عما تعنيه صيحاته وكيف يتظاهر بأنه المهدي ، أجاب : أمكتوب في كتبكم انه سيظهر ، قبل المهدي الحقيقي ، بضعة مهديين كاذبين. «اجل ، ورد هذا في الكتاب». أنا أحد هؤلاء المهديين الكاذبين. ذلك كان الجواب.
١٧ أيار (مايو). يوم الأحد. اليوم وصلت أخيرا القافلة من مكة ، ووصل أيضا مواطنونا. بقيت القافلة في الطريق ١٦ يوما ووصلت في الطريق الفرعي. في وادي فاطمة دفنوا الحاج صابر من قازان ، ودفنوا ٣ قرغيزيين ، وجميعهم غادروا مكة مرضى. وقعت قرابة عشر حالات نهب قام بها البدو ببث الذعر في نفوس الحجاج ؛ وفي إحدى الحالات جن أحد المنكودين. نقلوا إلى هنا قرغيزيا مصابا بمرض خطير جدّا ، فهل أبناء سهوبنا المساكين هؤلاء مصابون بالتيفوس؟! ولا داعي إلى التحدث عن كمية الأشياء الضائعة.