سيف بن عمر ، عن عبد الله بن نوح ، عن أبي نضرة ، قال : لما أتي علي بقتل الزبير وبخاتمه وسيفه بكى علي وبكى بنوه ، وقال نغّص علينا قتل الزبير ما نحن فيه.
ومما قيل في قتل الزبير : قال جرير (١) :
إنّ الرزية من تضمّن قبره |
|
وادي السباع ، لكلّ جنب مصرع |
لما أتى خبر الزبير تواضعت |
|
سور المدينة والجبال الخشّع |
وبكى الزبير بناته في مأتم |
|
ما ذا يرد بكاء من لا يسمع |
وقال أيضا :
نعى الناعي الزبير غداة ينعى |
|
فتى أهل العراق وأهل نجد |
يجيب الساق تسأل الفيافي |
|
وعند صحابه من غير عند (٢) |
وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل (٣) :
غدر بن جرمور بفارس بهمة |
|
يوم اللقاء وكلّ غير معرّد (٤) |
يا عمرو لو نبّهته لوجدته |
|
لا طائشا رعش الجنان ولا اليد |
شلّت يمينك إن قتلت لمسلما |
|
حلّت عليك عقوبة المتعمّد |
وقال جرير (٥) :
غدرتم بالزّبير فما وفيتم |
|
وفاء الأزد إذ منعوا زيادا |
فأصبح جارهم حيّا عزيزا |
|
وهذا (٦) جاركم أمسى رمادا |
وقال أيضا (٧) :
__________________
(١) الأبيات في ديوانه ص ٢٥٩ من قصيدة طويلة يهجو الفرزدق.
وطبقات ابن سعد ٣ / ١١٣ ، وفي سير الأعلام ١ / ٦٣ ـ ٦٤ الأول والثاني بدون نسبة.
(٢) لم أعثر عليهما.
(٣) الأبيات في طبقات ابن سعد ٣ / ١١٢ وسير الأعلام ١ / ٦٧ وانظر تخريجها فيها.
(٤) البهمة : الشجاع ، ويقال : الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى من شدة بأسه. والمعرد : الذي يفر من الحرب.
(٥) ديوانه ص ١٠٩ من قصيدة يمدح الأزد.
(٦) عجزه في الديوان : وجار مجاشع أضحى رمادا.
(٧) الأبيات في ديوان جرير ص ٣٤٢ من قصيدة يهجو الفرزدق.