قال (١) : فما تأمر إن جاء ، فحصل بين المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببيته (٢) قال : فسمعها عمير (٣) بن جرموز وفضالة بن حابس ، ورجل يقال له نفيع قال : فانطلقوا حتى لقوه مقبلا مع النعر وهم في طلبه ، فأتاه عمير من خلفه فطعنه طعنة ضعيفة ، قال : فحمل عليه الزبير فما استلحمه وظنّ أنه قاتله قال : يا فضالة ، يا نفيع قال : فحملوا عليه حتى قتلوه (٤).
يوم الجمل (٥) محمد بن عبيد الله (٦) بن طلحة ، فذكر لي بعض مشيخة الكوفة عن عبد السلام ، عن عبد الله بن بشير البصري ، قال : قال علي : إنّ لكل قوم خيرا وإن محمد بن طلحة خير قريش ، فلا تقتلوه فإنما خرج يبرّ قسم أبيه ولم يكن عليه سلاح يومئذ ، إنما كان عليه برنس ، فأتاه رجل صوالة الرمح فقال له محمد بن طلحة : يا عبد الله يا حم وكان شعار علي يومئذ حاميم ، فطعنه فقتله ثم جاء إلى علي فأخبره فقال : أبشر بالنار.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو العباس محمد بن علي ، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، حدثنا خليفة بن خياط (٧) ، حدثني من سمع جويرية بن أسماء ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمه : أن مروان رمى طلحة بسهم فقتله ، وانحاز (٨) الزبير منصرفا فقتل بوادي السباع قتله عمير المجاشعي (٩).
قال : وحدثنا خليفة (١٠) ، نا علي بن عاصم ، عن حصين عن (١١) عمرو بن جاوان ،
__________________
(١) في الاستيعاب : «فقال الأحنف : ما شاء الله ، كان قد جمع بين المسلمين» وفي المعرفة والتاريخ : فقال : حمل بين المسلمين.
(٢) اللفظة مهملة بدون نقط بالأصل إلا نقطتان فوق التاء. وفي الاستيعاب والمعرفة والتاريخ وسير الأعلام : ببنيه وفي م : ببيته.
(٣) الاستيعاب : «عميرة» وفي المعرفة والتاريخ : «عمرو».
(٤) عقب ابن عبد البر في الاستيعاب بعد ذكره هذا الخبر قال : «وهذا أصح مما تقدم والله أعلم» يعني أن ابن جرموز وحده هو الذي قتله.
(٥) كذا بالأصل وم ، وثمة سقط في الكلام.
(٦) كذا ، وسيأتي : محمد بن طلحة ، وهو الظاهر.
(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٨٥ حوادث سنة ٣٦.
(٨) العبارة ما بين الرقمين ليست في تاريخ خليفة.
(٩) العبارة ما بين الرقمين ليست في تاريخ خليفة.
(١٠) تاريخ خليفة ص ١٨٦.
(١١) بالأصل : «بن» والصواب ما أثبت ، وحصين هو ابن عبد الرحمن.