أبي بكر ، قالت : مرّ الزّبير بن العوّام بمجلس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحسان ينشدهم من شعره وهم غير نشاط لما يسمعون [منه ، فجلس معهم الزبير ، ثم قال : ما لي أراكم غير أذنين لما تسمعون](١) من شعر ابن الفريعة فلقد كان يعرض به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه ولا يشتغل عنه بشيء ، فقال حسان ـ زاد محمد بن عبد الله : شعرا (٢) : ـ
أقام على عهد النبي وهديه |
|
حواريّه والقول بالفعل يعدل |
أقام على منهاجه وطريقه |
|
موالي وليّ الحقّ ، والحقّ أعدل |
هو الفارس المشهور والبطل الذي |
|
يصول إذا ما كان يوم محجّل |
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها |
|
بأبيض سبّاق إلى الموت يرقل (٣) |
وإنّ امرأ كانت صفية أمّه |
|
ومن أسد في بيتها لمؤمّل (٤) |
له من رسول الله قربى قريبة |
|
ومن نصرة الإسلام مجد مؤثّل |
فكم كربة ذبّ الزبير بسيفه |
|
عن المصطفى والله يعطي فيجزل |
تبارك خير من فعال معاشر |
|
وفعلك بابن الهاشمية ، أفضل |
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدثني محمد بن الحسين ، قال : كان معدان بن جوّاس الثعلبي ، وامرأته نصرانيّين فأسلمت امرأته في ولاية عمر بن الخطاب وفرت (٥) منه إلى عمر ، فخرج معدان يطلبها حتى قدم المدينة ، فنزل على الزّبير بن العوّام واستجار به ، وشكى إليه امرأته فقال له الزّبير : هل انقضت عدتها منك؟ قال : لا ، قال : فأسلم يكن أولى ، فأسلم فغدا به الزبير على عمر فقال : يا أمير المؤمنين هذا معدان بن جواس الثعلبي قد أسلم وامرأته في
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن سير أعلام النبلاء ١ / ٥٦ اقتضاها السياق.
(٢) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ١٩٨ والاستيعاب ١ / ٥٨٣ وأسد الغابة ٢ / ٩٩ وسير الأعلام ١ / ٥٦ والوافي بالوفيات ١٤ / ١٨٣ وبعضها في حلية الأولياء ١ / ٩٠.
(٣) كشفت الحرب عن ساقها : اشتدت ، وقوله : حشها : أوقدها. يرقل ، الإرقال ضرب من السير السريع ، وبالأصل : يرفل والمثبت عن الديوان.
(٤) في الديوان : لمرفّل. وهو المعظم.
(٥) غير واضحة بالأصل ورسمها : «وقرب» والصواب ما أثبتناه عن م.