يا زيد الظريف ، ويا زيد الظريف ، منصوب ، حملا على الموضع. وإذا رفعت ،
فهو على لفظ زيد.
وهكذا حكم
المعطوف ، إذا كان في المعطوف الألف ، واللام. كقولك : يا زيد ، والحارث. يا زيد ،
والحارث. فأما إذا لم يكن فيه اللام ، فليس إلا الضم. نحو : يا زيد وعمرو. والفرق
بينه وبين الحارث ، أنّ الحارث لا يليه (يا) ويلي عمرا (يا). فجاز في (الحارث)
لمّا لم تله (يا) النصب ، حملا على الموضع. ويجوز ، أيضا ، الرفع ، وإن لم يجز أن
تليه (يا) لأنه تابع. وقد يجوز في التابع ما لا يجوز في المتبوع ، على ما قدمنا.
فإن كانت الصفة
، مضافة ، لم يجز فيها إلا النصب ، إذا كانت الإضافة ، حقيقية ، نحو قولك : يا زيد
أخانا ... فأما إذا لم تكن حقيقية ، نحو قولك : يا زيد الحسن الوجه ، فهو بمنزلة
المفرد ، فيه : الرفع ، والنصب. وهكذا حكم عطف البيان ، فيه : الرفع ، والنصب.
فأما البدل ، فنحو قولك : يا أخانا ، زيد. لا يجوز في (زيد) إلا الضم ، إذا جعلته
بدلا. فإن جعلته عطف بيان ، جاز فيه النصب ، لأن البدل قد ذكرنا أنه في تقدير
تكرير العامل.
وأما قوله :
" والمشابه للمضاف ، من أجل طوله ، فمنصوب ، نحو : يا ضاربا زيدا ، ويا حسنا
وجهه". وهو ، كما قال ، ووجه المشابهة بين هذا ، وبين قولهم : يا عبد الله ،
هو أنّ المضاف عامل في المضاف إليه. كما أنّ هذا ، عامل في الأخير ، ولأن قولنا :
يا ضاربا ، مبهم. فإذا قلت : يا ضاربا زيدا ، فقد تخصص ، وتبين. كما أنّ (عبدا)
مبهم. فإذا أضفته إلى لفظة الله ، فقد تخصص ، وتبين.
[قال أبو الفتح]
: والحروف التي ينبه بها المدعو ، خمسة : يا ، وأيا ، وهيا ، وأي ، والهمزة. فأم
الباب (يا) لأنه المتداول المعروف. ثم (أيا) لأنه (يا) أيضا. ودخلت عليه الهمزة.
ثم (هيا) [١١٨ / أ] ، والهاء : بدل من الهمزة. كما قالوا : إياك ، وهيّاك ، وأرقت
، وهرقت. ثم (أي) لأنه كأنه محذوف من (أيا). ثم الهمزة ، لأنه كأنه محذوف من (أي).
وأمّا حذف حرف
النداء ، في نحو قوله تعالى : (يُوسُفُ أَعْرِضْ
عَنْ هذا) ، فإنه لكثرة الاستعمال ، ولأن الكلام دليل عليه . وحذف حرف النداء ، إنما يجوز في اسم ، لا يكون وصفا ل (أيّ).
فأما ما يكون وصفا ل (أيّ) فإن حذف حرف النداء منه ، لا يجوز ، لئلا يشتبه بالخبر
، لو قلت : هذا ، تريد : يا هذا. أو قلت : الرجل ، تريد : يا أيها الرجل ، لم يجز
، لأنه في الخبر هكذا ، ولأن قولهم : يا هذا ، أصله : يا أيّهذا. فحذفت (أيّ) فبقي
: يا هذا. فلو قلنا : هذا أقبل ، لكنا قد أجحفنا إذ حذفنا (يا) بعد حذف (أيّ).
وهذا لا يجوز.
وكان الجرميّ
يرى : أنّ : هذا ، لم يكن جائزا أن ينادى ، لأنه يكون جمعا بين حرفي إشارة.
والجمع بينهما
، إذ هما لمعنى واحد ، ممتنع. كما امتنع : يا الرجل. ولكن جاز : يا هذا ، لأنه قد
جاء : (هذِهِ جَهَنَّمُ
الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ) (٤٣) . فأشير ب (ها) إلى غير حاضر. فلما كانت تشار ب (ها) هكذا
، خالفت (يا) فجاز الجمع بينهما.
__________________