اغزي يا جارية وإنما ضمت الهمزة ، لأن أصل : أغزي : أغزوي فضمّت الهمزة إتباعا لضمة الزاء على ما ذكر.
باب الاستفهام
(قال أبو الفتح) : ويستفهم بأسماء غير ظروف وبظروف ، وبحروف. فالأسماء : (من) و (ما) و (أيّ).
اعلم أن (من) على أربعة أقسام :
(الأول) : أن يكون موصولا فتقول : من عندك ظريف بمعنى : الذي وإذا كان كذلك فإنه إنما يكون مبنيا لأن الصلة مع الموصولات بمنزلة شيء واحد فكان (من) بعض الاسم وبعض الاسم لا يستحق الإعراب على ما سبق بيانه في مواضع.
(الثاني) : وهو أن يكون استفهاما. فتقول : من عندك؟ وإذا كان استفهاما فإنه إنما يكون مبنيا لتضمنه معنى همزة الاستفهام لأنك إذا قلت : من عندك؟ فمعناه : أزيد أم عمرو وما يكون متضمنا لمعنى الحرف فإنه يبنى.
(الثالث) : وهو أن يكون بمعنى الشرط والجزاء. تقول : من تضرب أضرب وإنما يكون مبنيا هاهنا لأنه تضمن معنى الحرف وهو (إن) لأنه هو حرف الشرط والجزاء.
(الرابع) : وهو أن يكون موصوفا وعليه قول (الشاعر) :
٣٥٤ ـ لا افتخار إلا (١٦٧ / ب) لمن لا يضام |
|
مدرك أو محارب لا ينام (١) |
فمن جرّ قوله : مدرك فهو إنما جره لأنه صفة لقوله : لمن أي : لرجل مدرك.
وأما (ما) فإنه يأتي على ثمانية أقسام : أربعة منها أسماء وأربعة حروف فأما كونه اسما ففي أربعة مواضع :
(الأول) : أن يكون موصولا.
(الثاني) : أن يكون موصوفا كما قال الله تعالى : (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ)(٢). ف (عتيد) صفة لقوله (ما). ومعناه : هذا شيء لدي عتيد. ولا يجوز أن يقال : إنّ (ما) هنا ، موصولة. إذ لو كانت موصولة ، لكان من الواجب أن يقال : هذا ما لدي العتيد. فلما كان (عتيد) دون العتيد ، علمنا بهذا ، أن (ما) موصوفة في هذا الموضع.
[الثالث] : أن يكون بمعنى الشرط. قال الله تعالى (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ)(٣). فهو اسم.
والدليل على أنه اسم ، هو أن الضمير يعود إليه من قوله : يعلمه.
[الرابع] : وهو (ما) التعجب. نحو : ما أحسن زيدا!
وأما إذا كان حرفا ، ففي أربعة مواضع ، منها (ما) الكافة : وهو قولك : إنما ، وكأنما.
[الثاني] : وهو (ما) المصدرية.
__________________
(١) البيت من الخفيف للمتنبي ، في : ديوانه ٤ : ٩٢.
(٢) ٥٠ : سورة ق ٢٣.
(٣) سورة البقرة ١٩٧.