وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (٣٦) .
فقال (منها)
لما عاد إلى الاثني عشر ، وقال (فيهن) ، لما عاد إلى الأربعة الأشهر .
وأما الشاهد
الشعري ، فكان احتفاله به كبيرا أيضا ، إذ استشهد بشعر وفير ، ويعود ذلك إلى
إيراده كثيرا من الشواهد في المسألة الواحدة ، إذا كان لها في كلام العرب محمل أو
شاهد ، ويلي استشهاده بالقرآن والشعر ، استشهاده بكلام العرب ، وأما الحديث الشريف ، فيبدو أنه على رأي المتقدمين من
النحويين الواضعين لعلم النحو المستقرين لأحكامه من لسان العرب ، كأبي عمرو بن
العلاء ، وعيسى بن عمر والخليل وسيبويه من أئمة البصريين ، والكسائي والفراء وعلي
بن المبارك وهشام الضرير من أئمة الكوفيين ، الذين لم يجروا الحديث الشريف مجرى القرآن الكريم
والشعر في إثبات القواعد الكلية ؛ لما جوزه الرواة من النقل بالمعنى ، ولوقوع بعض
أولئك الرواة في اللحن لأنهم أعاجم ؛ فلم أقف لابن الدهان على شاهد من حديث .
٥ ـ شرح اللمع
لأبي نصر الواسطي الضرير المتوفى سنة (٦٢٦ ه) .
نستطيع أن
نتلمس منهج الواسطي في شرح اللمع بما يأتي :
أـ تناول
المادة : لا نجد ، عند ما نقرأ شرح الواسطي ، الشراكة المطلوبة بين صاحب الأصل ،
ابن جني ، والشارح ، الواسطي ؛ إذ لم يذكر الواسطي ابن جني غير مرتين ، الأولى في
مفتتح كلامه ؛ إذ قال بعد البسملة : (قال أبو الفتح عثمان بن جني ، رحمه الله ، والثانية بعد باب المعرب والمبني ، إذ جاء قوله : (قال
أبو الفتح) ، ثم بعد هذا لم نجد ذكرا لابن جني ، أو تلميحا ؛ بل
وضع الواسطي أبواب اللمع في ذهنه ، وأخذ يشرحها بلا قيد.
وقد جاء هذا
الشرح ، موجزا ، بحيث كانت شروح بعض أبوابه بقدر نص اللمع ، أو تزيد قليلا ، كباب
جمع التكسير ، والأفعال ، وظرف الزمان ، والمفعول له .
وهو مع إيجازه
، كان واضح العبارة ، مفهوم المراد ، يناسب المتعلمين.
ب ـ مصادره :
يعد كتاب سيبويه أول مصادره النحوية كسابقيه من الشراح ؛ فقد أخذ من فكره النحوي ،
نقلا بالقول ، أحيانا وأحيانا نقلا بالمعنى ، كما دارت في كتابه آراء الخليل ويونس وسيبويه والأخفش
، والمبرد ، وأبي عمر الجرمي ، والفراء ، وابن خالويه ، وأبي علي
__________________