أن يكون استفاده بدليل شرعي)) .
وقوله : وحكى
أصحاب الشافعي ، رحمه الله ، عن الفراء ، وثعلب أنها أي (الواو) للترتيب ، وبه يقول الشافعي في آية الوضوء .
ب ـ أسلوبه :
لقد اتسم أسلوب العلوي باليسر ، والسهولة ، فقد جاء مراده مفهوما ، من خلال إيراد
الأمثلة ، والإحاطة بالمطلب الذي يتولى شرحه ، وكان يشكل على نفسه بعبارات مختلفة
ويجيب على ما افترض من إشكال محتمل ، وهذه السمة تنبسط على جميع كتابه ، فكان يقول
: إن سأل سائل ، أو إن قال قائل ، ثم يجيب على تلك الأسئلة المفترضة ، بقوله : قيل
له ، أو : والجواب على ذلك . ثم إنه ، إن وجد صعوبة في بعض ألفاظ ابن جني ، عقد
فصلا آخر في تفسير ذلك الغريب ، وشرح كل لفظة فيه . وفوق كل هذا قد يعقد فصلا آخر في نهاية الباب بعنوان :
(مسائل من هذا الباب) يذكر فيه ما يراه جديرا بالذكر من مسائل اللغة والنحو ، ومن
أمثلة ذلك قوله في باب (الترخيم) ، وتحت هذا العنوان قال : إن سأل سائل : كيف ترخم
(طيلسانا)؟ قيل له : قد اختلف في ذلك ؛ فعند الأخفش لا يجوز ترخيم (طيلسان) وحجته
أن (طيلس) على وزن (فيعل) و (فيعل) لا يوجد اسما في الصحيح ؛ وإنما في المعتل ،
نحو (سيد ، وميت) .
ج ـ العلة :
لقد اعتنى العلوي بالعلة النحوية ، فعلل كل ظاهرة إعرابية ، أو صرفية ، أو مسميات
أحيانا ، ومثال ذلك قوله في تعليل تسمية الحركات الثلاث : النصب ، والرفع ، والجر
، بهذه التسميات ، فيقول : (فأما النصب ، فسمي نصبا ؛ لأنه وجد بعد الرفع ، فكأنك
نصبته عليه وجعلته زيادة بيان للأصل ، وقال بعضهم سمي نصبا ؛ لأنه من الألف ،
والألف من أقصى الحلق ، فأما الجر ، فسمي جرا لأنه ضد النصب ؛ لأن النصب قصدوا به
الإعلاء ، والجر قصدوا به النزول فكأنك جررت الاسم بعد نصبك له.
وعلل العلوي ،
هي العلل التعليمية المتداولة عند النحويين قبله ، وأحيانا يضيف إلى تلك العلل
عللا أخرى ، ومن أمثلة ذلك ، قال أبو الفتح ، في باب النسب : (فإن كانت في الاسم
تاء التأنيث ، حذفتها لياء النسب ؛ لأن علامة التأنيث لأتكون حشوا ، تقول في طلحة
: طلحي ، وفي حمزة : حمزي).
قال العلوي : (إنه
قد أشار إلى العلة ، ونذكر علة أخرى ، وهو أن (ياء) النسب تجري مجرى
__________________