قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح اللّمع في النحو

شرح اللّمع في النحو

شرح اللّمع في النحو

تحمیل

شرح اللّمع في النحو

24/400
*

أن يكون استفاده بدليل شرعي)) (١).

وقوله : وحكى أصحاب الشافعي ، رحمه الله ، عن الفراء ، وثعلب أنها أي (الواو) للترتيب (٢) ، وبه يقول الشافعي في آية الوضوء (٣).

ب ـ أسلوبه : لقد اتسم أسلوب العلوي باليسر ، والسهولة ، فقد جاء مراده مفهوما ، من خلال إيراد الأمثلة ، والإحاطة بالمطلب الذي يتولى شرحه ، وكان يشكل على نفسه بعبارات مختلفة ويجيب على ما افترض من إشكال محتمل ، وهذه السمة تنبسط على جميع كتابه ، فكان يقول : إن سأل سائل ، أو إن قال قائل ، ثم يجيب على تلك الأسئلة المفترضة ، بقوله : قيل له ، أو : والجواب على ذلك (٤). ثم إنه ، إن وجد صعوبة في بعض ألفاظ ابن جني ، عقد فصلا آخر في تفسير ذلك الغريب ، وشرح كل لفظة فيه (٥). وفوق كل هذا قد يعقد فصلا آخر في نهاية الباب بعنوان : (مسائل من هذا الباب) يذكر فيه ما يراه جديرا بالذكر من مسائل اللغة والنحو ، ومن أمثلة ذلك قوله في باب (الترخيم) ، وتحت هذا العنوان قال : إن سأل سائل : كيف ترخم (طيلسانا)؟ قيل له : قد اختلف في ذلك ؛ فعند الأخفش لا يجوز ترخيم (طيلسان) وحجته أن (طيلس) على وزن (فيعل) و (فيعل) لا يوجد اسما في الصحيح ؛ وإنما في المعتل ، نحو (سيد ، وميت) (٦).

ج ـ العلة : لقد اعتنى العلوي بالعلة النحوية ، فعلل كل ظاهرة إعرابية ، أو صرفية ، أو مسميات أحيانا ، ومثال ذلك قوله في تعليل تسمية الحركات الثلاث : النصب ، والرفع ، والجر ، بهذه التسميات ، فيقول : (فأما النصب ، فسمي نصبا ؛ لأنه وجد بعد الرفع ، فكأنك نصبته عليه وجعلته زيادة بيان للأصل ، وقال بعضهم سمي نصبا ؛ لأنه من الألف ، والألف من أقصى الحلق ، فأما الجر ، فسمي جرا لأنه ضد النصب ؛ لأن النصب قصدوا به الإعلاء ، والجر قصدوا به النزول فكأنك جررت الاسم بعد نصبك له.

وعلل العلوي ، هي العلل التعليمية المتداولة عند النحويين قبله ، وأحيانا يضيف إلى تلك العلل عللا أخرى ، ومن أمثلة ذلك ، قال أبو الفتح ، في باب النسب : (فإن كانت في الاسم تاء التأنيث ، حذفتها لياء النسب ؛ لأن علامة التأنيث لأتكون حشوا ، تقول في طلحة : طلحي ، وفي حمزة : حمزي).

قال العلوي : (إنه قد أشار إلى العلة ، ونذكر علة أخرى ، وهو أن (ياء) النسب تجري مجرى

__________________

(١) شرح اللمع للعلوي ٩٨.

(٢) وقال مع الفراء ، وثعلب والشافعي في إفادتها الترتيب : قطرب والربعي وأبو عمرو الزاهد وهشام ، ينظر : مغني اللبيب ١ : ٣٥٤ ، وتفسير القرطبي ٦ : ٩٨ ، إذ نقل المرويات واختلاف الناس في ذلك.

(٣) ٥ : سورة المائدة ٦ ، قال تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.)

(٤) شرح اللمع للعلوي ١٨٣

(٥) نفسه ٢١٦ ـ ٢١٨

(٦) نفسه ١٤٩ ـ ١٥٣.