مسلّمة هي : جاز تعليق (حتى) به ، لأنه لو ظهر اسم الفاعل ، تعلق به (حتى).
فكذا ، إذا قام مقامه (سلام). ومجيء المصدر بمعنى الفاعل ، كثير جدا. قال الله
تعالى : (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها
غَوْراً) ، أي : غائرا. وقال في عكسه :
٢٣٠ ـ ...
|
|
ولا خارجا ،
من فيّ ، زور كلام
|
وقالت العرب :
سواء درهمه ، وديناره. كما تقول : مستو درهمه ، وديناره. فعومل (سواء) معاملة (مستو).
قال الله تعالى : (سَواءً مَحْياهُمْ
وَمَماتُهُمْ). كما تقول : مستو محياهم ومماتهم.
وقال : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) ، أي : مستو. فصح قولنا : إنّ سلاما : مصدر بمعنى
الفاعل ، فاستجيز تعليق (حتى) به ، وإن وقع [٩٠ / ب] الفصل ، كما يستجاز مع
الفاعل.
وقد تأتي (حتى)
فتعطف ما بعدها على ما قبلها. وذلك إذا كان ما بعدها ، مخرجا مما قبلها ، تحقيرا ،
أو تعظيما. تقول : قدم الحاجّ ، حتى المشاة. وقدم الناس ، حتى الأمير. ولو قلت : رأيت
القوم ، حتى فرسا ، لم يجز ، لأنه ليس من جنس ما قبله. قال سيبويه : ولو قلت : لم أذهب حتى أقل ، لم يجز ، كما جاز : لم
أذهب فأقل ، لأن القول ليس من الذهاب في شيء.
وتأتي (حتى)
وما بعدها : مبتدأ وخبر. تقول : مررت بالقوم حتى زيد ممرور به. فزيد : مبتدأ ، وما
بعده : الخبر. [قال الشاعر] :
٢٣١ ـ سريت بهم ، حتى تكلّ جيادهم
|
|
وحتّى الجياد
ما يقدن بأرسان
|
فجياد : مبتدأ.
ويقدن : خبره. وما : زائدة. فأما قوله :
٢٣٢ ـ ألقى الصّحيفة ، كي يخفف رحله
|
|
والزّاد ،
حتّى نعله ألقاها
|
فقد جوز فيه
الجر ، كما جاء : (حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ) وجوز فيه : الرفع ، كما جاء :
...
|
|
وحتى الجياد
ما يقدن ...
|
وجوّز فيه :
النصب ، بالعطف على الزاد. وكما جاء : (وَالْقَمَرَ
قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) ، وذلك ، لأن العربي ، إذا شغل الفعل عن المفعول بضميره
، استجاز رفع المفعول بالابتداء ، ونصبه بإضمار
__________________