ذلك إلى عسر الوقوف على تلك الآراء عند ذلك (البعض) ، أو أولئك القوم .
ج ـ يتحدث ،
وفي ذهنه ، كأنه يتحدث إلى المتعلمين ، إذ كان منهجه يمتاز بتقسيم المسائل النحوية
، وضرب الأمثلة ، وسهولة العبارة ، ووضوح المراد ؛ ولا يغمض في كلامه إلا نادرا.
والإطناب سمة
من سمات أسلوبه ، فكان يشبع المسألة النحوية إحاطة وإيضاحا عن طريق افتراض السؤال
، ثم الإجابة عليه ، ومن باب التمثيل على ذلك ؛ قال في باب (حتى) : ((فإن قيل : إذا
كانت (إلى) تقوم مقام (حتى) وهي أمكن منها في الغاية ، و (الواو) تقوم مقام (حتى)
وهي أمكن منها في العطف. و (إنما) تقوم مقام (حتى) وهي أمكن في قطع الجمل التي بعدها
؛ فهلا استغنوا عن (حتى) واطرحوها؟!
قيل له : إن (حتى)
لها معنى في نفسها لا تدل عليه الحروف ، وإنما جاءت (حتى) لذلك المعنى خاصة ، وهو
دلالتها على قوة ما بعدها ، أو ضعفه ، أو تحقيره ، أو تعظيمه ، ألا تراهم يقولون :
(قدم الحاج حتى المشاة) فيدلون على ضعف المشاة ، ويقولون : (مات الناس حتى
الأنبياء) ليدلوا على تعظيم الأمر ، ويقولون : (ظلم السلطان الناس حتى الصالحين)
فيدلون على تعظيم الأمر ، فهذا المعنى الذي تختص به (حتى) وجاءت لأجله)) .
د ـ الشاهد
النحوي : أكثر الثمانيني في شرحه ، من الشاهد القرآني ، وكان هو المقدم عنده ، ثم
الشاهد الشعري ، إذ دار في كتابه أغلب ما دار في مصنفات النحويين قبله ، فاستشهد
بكثير من الشعر ، يلي ذلك أمثال العرب وأقوالهم ، وقل استشهاده بالحديث النبوي
الشريف.
ه ـ التعليل :
علل الثمانيني الظواهر النحوية بعللها المعروفة ، وربما علل بأكثر من علة للظاهرة
النحوية.
وجل تلك العلل
هي العلل التعليمية ، ولا يركب متن العلل الجدلية إلا نادرا منها تعليله في حمل
الجر على النصب في مالا ينصرف في نحو ((مررت بأحمد)) حيث قال : ((ولما حذفوا الجر
جعلوه تابعا للنصب لأنهما أخوان ويتقاربان)) .
وـ لهجات العرب
: يتعرض الثمانيني في أثناء مباحثه النحوية ، إلى لهجات العرب ، ويسميها (لغات) ،
فإذا ما استشهد لواحدة من تلك اللهجات ، قال : هذه لغة طيئ ، أو لغة سليم ، أو لغة
عكل.
ومن الأمثلة
على ذلك قوله في لزوم الألف المثنى في الأحوال الثلاثة ، نحو (أحب منها الأنف والعينانا)
، إنها لغة بني العنبر ، وبني الهجيم ، وبني الحارث .
وكان يعرض إلى
نقد تلك اللهجات ، فيقول : (وغير تلك القبائل التي ذكرناها من العرب أفصح منهم) ، أو هي لغة قليلة لا يعتد بها .
__________________