قال : التقدير
: ولا يخرج خروجا. فوضع خارجا موضع خروج. وهو محمول على (لا أشتم). ولا (أشتم)
جواب (عاهدتّ ربي). أي : عاهدته لا أشتم ، ولا يخرج ف (خارج) في موضع خروج. كما
قال تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ). أي : تنفّل تنفّلا. فدل على تنفل : تهجد. ودل على
التنفل : نافلة. وزعم عيسى أن قوله : لا أشتم الدهر ، في موضع الحال ، أي : عاهدتّ ربي على حلفة ، غير شاتم ، ولا خارجا ،
فحمل خارجا على موضع الفعل ، والفاعل ، لأنه في موضع المفرد. وقد ذكرنا نظائر ذا ،
وسيأتيك ، إن شاء الله.
فأما قوله
تعالى : (بَلى قادِرِينَ عَلى
أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) (٤) فتقديره : بلى نجمعها قادرين ، لأن قوله : (أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) دل على نجمعها ، فهو كقولك : قائما قد علم الله. أي :
يقوم قائما.
فكذا نجمعها
قادرين. وقد يوضع غير الفاعلين ، مقام الفاعلين ، فينصب كما ينصب المصدر.
فالأصل أن تقول
: أنت سيرا ، ثم يليه : أقائما وقد قعد الناس ، تشبيها لقائم ، بقيام ، كما قال : (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ
مِنْهُمْ) أي : على خيانة ، ثم يليه : أتميميا مرة ، وقيسيا أخرى ، تشبيها ب (أقائما). كأنه يقول : أتتحول تميميا مرة ،
وقيسيا أخرى. فأجرى غير المشتق مجرى المشتق.
وعلى هذا ما
روي عن علي [٦٠ / أ] رضي الله عنه : (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ
إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) بفتح التاء . أي : نجتمع عصبة. وإن زعمت أنه ، [قال الشاعر] :
١٥٣ ـ إنّا بني منقر ، قوم ذوو حسب
|
|
...
|
فإن ذاك معرفة
، يأتي للاختصاص ، والمدح ، وليس عصبة كذلك. ألا ترى أنه لم يجز ذلك في [قول الشاعر] :
__________________