مطلب اجتماع جامع الرحلة بالسلطان سيدي محمد بن المولى يوسف
ليلة عيد المولد الشريف بالرباط وذكر القصيدة التي أنشأها حينئذ في
مدحه وتهنئته بالعيد النبوي
وفي ذهابي لزيارتهما ـ رضياللهعنهما ـ أدركني عيد المولد الشريف بالرباط في دار حاجب السلطان ، مولانا سيدي محمد بن مولانا يوسف ، وهو الفقيه الصوفي السيد محمد الحسن (٥٢) بن القائد ادريس بنعيش ، أخو قائد المشور بتطوان السيد محمد المصطفى ومحمد فاضل المتقدم ذكرهما ، فلما صلينا المغرب في دار الحاجب المذكور ليلة المولد الشريف ، استدعانا إلى دار المخزن للاجتماع بالسلطان فسرنا معه ، فاجتمعنا بجلالة مولانا السلطان سيدي محمد في مسجده الخاص بدار المخزن ، فاجتمع عنده تلك الليلة كثير من العلماء والأدباء والشعراء ، حتى غص المسجد بهم ، والسلطان جالس بينهم كأحدهم لم يتميز بعلامة من أبهة الملك عنهم ، وباتوا مشتغلين في إنشاد المدائح النبوية ، بالأنغام الحسنة والألحان المطربة ، ومما ختموا منها قصيدتي البوصيري الميمية والهمزية الشهيرتين ، وقصيدة كعب بن زهير رضياللهعنه الشهيرة في مدحه صلىاللهعليهوسلم ، فلما كان قبل طلوع الفجر بقليل ، ختموا المجلس بقصائد من إنشاء بعض تلك الأجلة ، في مديح مولانا السلطان ، وتهنئته بعيد المولد
__________________
(٥٢) محمد الحسن بنعيش : ولد بمكناس الزيتون في أول القرن الرابع عشر الهجري الموافق لسنة ١٨٨٦ م. درس القرآن مع إخوته على يد السيد بنشمسي ، وأمهات الكتب على يد الفقيه المنوني ، ثم انتقل إلى القرويين ، فدرس على العلامة الفضيلي وبنسودة ، وغيرهم ، عين عونا لأبيه سنة ١٩٠٤ ، وقام بالرحلة المشهورة إلى السمارة نيابة عن أبيه ، ثم خليفة لأخيه المصطفى في عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ ، ثم قائدا للمشور ، بعد أن عين أخوه باشا على تطوان سنة ١٩١٠ ، وظل يمارس هذه المهمة طيلة عهد السلطان مولاي يوسف إلى أن عينه السلطان محمد الخامس حاجبا لجلالته يوم ١٨ نونبر ١٩٢٧ ، ثم حاجبا لجلالة الملك الحسن الثاني ، وبقي في منصبه إلى أن توفي بمدينة الرباط سنة ١٩٦٥.
معلومات زودني بها مشكورا السيد علي بنعيش.