نافع بسنده المتقدم الذي بالنبي عليهالسلام يتم ، عبيد ربه وأسير ذنبه زين بن البكاي بن الشيخ محمد الأمين القلقمي ، يوم السبت الحادي عشر من شعبان الأبرك عام تسعة عشر بعد الثلاثمائة (٢١٩) والألف ، أرانا الله خيره وخير ما بعده ، ووقانا ضيرهما آمين.
ولم أزل يوم أخذت الإجازة لله الحمد أقرأ عن يمين شيخنا الشيخ ماء العينين حتى توفي رضياللهعنه في التاريخ المتقدم ذكره ، ثم لم تزل أبناؤه وتلامذته وسائر أتباعه حافظين قراءته ومتحفظين على العهد الذي تركهم عليه إلى وقتنا هذا لله الحمد.
سنن المغاربة في قراءة الحزب الراتب
وكان حزب مغرب ليلة الأحد المذكورة التي أقلعت فيها الباخرة من سبتة (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ)(٢٢٠) ، فتفاء لنا به لأنه صلىاللهعليهوسلم كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة ، وقد كنت أنا الملازم لقراءته على السنن المذكور في رحلتنا هذه ، وكثيرا ما يكون القارئ معي السيد يحجب بن خطر ، وإلا فغيره ممن حضر وفدنا ، فإذا أتممنا قرأته طلبة الحجاج الذين معنا على سنن المغاربة المعروف عندهم ، وهو أن يقرأوا كل ليلة حزبين ، أحدهما بعد صلاة المغرب ، والثاني بعد صلاة الصبح ، ويختمون القرآن في كل خمس جمعات ليلة الإثنين بعد صلاة المغرب. وما زلنا بحمد الله ملازمين قراءة الحزب على الطريقين الموصوفين في المصلى المذكور مع إقامة الصلوات الخمس في أول أوقاتهن بشروطهن على الكيفية المشروعة ، ولا تفارق الجماعة المصلى بين العشائين ، ولا سيما فيما بين الصبح وصلاة الضحى ولا وقت التدريس ، بل في أكثر الأوقات.
__________________
(٢١٩) الثلاثمائة : المائتين ، «أ» وهو مجرد سهو حصل للمؤلف وهو يحرر رحلته ، وقد تابعه في هذا السهو الأستاذ ماء العينين ماء العينين في كتابه «في الأدب والمقاومة» ص. ١١٠.
(٢٢٠) سورة آل عمران ، آية ١٧١.