مطلب كونه صلىاللهعليهوسلم يشفع فيمن مدحه ولو ببيت
وقد أكثرنا بحمد الله أيامنا بالمدينة المنورة من إنشاء أمداحه صلىاللهعليهوسلم ، تقربا واستجلابا لبركته وشفاعته صلىاللهعليهوسلم ، لما ورد في بعض الآثار من أنّ من مدحه صلىاللهعليهوسلم ، ولو ببيت واحد ، كان شفيعا فيه يوم القيامة ، وسواء في ذلك أنشأ البيت أو أنشده ، كما نظمه بعض الأجلة فقال :
[الرجز]
ومادح النبي ببيت كانا |
|
له شفيعا في القيام جانا |
وفي الشفاعة استواء من حكى |
|
ومنشئ البيت السجلماسي حكى |
ومن أحسن ما أنشد في المدائح النبوية تلك الأيام ، بذلك البلد الحرام ، قصيدة الأستاذ الشيخ مربيه ربه التّائية ، وقصيدة صنوه الشيخ محمد الإمام الهمزية ، فلكتا القصيدتين لا تجارى في مجالها ، ولا تحاكى في منوالها ، لم يكن لهما شبيه في الإجادة وحسن الصناعة ، وتمام البلاغة وكمال البراعة وكيف لا والشيخان الفريدان هما اللذان نظما فرائدهما وزفّا إليه صلى الله عليه خرائدهما :
[الطويل]
فهل ينبت الخطي إلا وشيجه |
|
وتغرس إلا في منابتها النخل (٧٣) |
وقد اقتضى النظر إثباتهما في هذه الرحلة لإقرار عين الناظر ، وتنشيف أذن السّامع ، بما اشتملتا عليه من المحاسن والبدائع.
__________________
(٧٣) وشيجه : من الوشيج ، وهو شجر الرماح.