الوقت ظهور شمس الظهيرة ، وانتشرت أياديه انتشار الكواكب المنيرة ، العلامة المشارك ، الذي لا يدركه في علومه وأهل عصره متدارك ، ذي التآليف الكثيرة ، والكرامات العديدة الكبيرة ، أبي عبد الله سيدي محمد مصطفى مء العينين ابن الشيخ محمد فاضل بن مامين ، الشريف الحسني الإدريسي ، الشنجيطي ـ متع الله بوجوده وأفاض على البسيطة فيض مدده وجوده آمين ، وبه تربى وتأدب وتخلق وتهذب ، ثم إنه قدم لهذه الحضرة السعيدة دعاه إليها داعي المنون ، فأصيب بالجدري وتوفي به وذلك بفاس الجديد في عام عشرة وثلاثمائة وألف ، وكان له هناك جنازة عظيمة حفيلة ، حضرها أعيان الحضرة السلطانية ، فمن دونهم ، ودفن بالزاوية المنسوبة للشيخ الأكبر والغوث الأشهر ، سلطان الأولياء ، وقطب دائرة الأصفياء ، محيي الدين وتقي الدين أبي محمد سيدي عبد القادر الجيلاني بن أبي صالح موسى» (٥١)
تاريخ سفر صاحب الرحلة لزيارة قبري والده والشيخ حسن بفاس
وقد كنت دائما معلق البال بزيارة قبره ـ رضياللهعنه ـ فلم تساعدني الأيام ، لكثرة الموانع والعوائق الوقتية إلى عام ١٣٥٦ ه. ستة وخمسين بعد ثلاثمائة وألف ، سافرت من عند الأهل بنواحي طاطا بقصد زيارته وزيارة قبر شيخنا الشيخ حسنّ ، فدخلت فاس أواخر ربيع النبوي من العام المذكور ، ولبثت فيه عشرة أيام ، أتردد إلى زيارتهما ـ لله الحمد ـ كل ساعة ، نرجوه تعالى أن يجعلهما في أعلى الفراديس ، وأن يرزقهما رضاه الأكبر ، ويتقبل منهما ، وأن يتقبل منا ، ويغفر لنا ويصلح أحوالنا ومئالنا بجاههما ، وجاه جدهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والحمد لله على ما أولانا من فضله.
__________________
(٥١) سلوة الأنفاس ، ج. ٣ ص ٣٥٦.