أن من شرب منه ، حرم الله جسده على النار ، ومنها أن الله يرفع المياه العذبة قبل يوم القيامة غيره ، ومنها أن النظر إليه عبادة ، ومنها أنه طعام طعم وشفاء سقم. وقد أقام شخص شهرا بمكة لا يذوق غيره فتكسّرت عكون (٢٨٩) بطنه من الشحم ، وكان بعضهم إذا ظمئ وجد فيه لبنا ، وإذا أراد أن يتوضأ وجد فيه ماء ، ومنها أن الاطلاع فيها ، يحط الأوزار والخطايا ، ومنها أنه خير ماء على وجه الأرض ، ومنها أنه يبرد الحمى ، ومنها أنه يذهب الصداع ، ومنها أن الاطلاع فيها يجلو البصر ، ومنها أنه يحلو ليلة النصف من شعبان ويطيب ، ومنها أنه يكثر فيها أيضا كل سنة بحيث أن البير تفيض بالماء ، لكن لا يشاهده إلا الأولياء ، ومنها أن من حثا منها على رأسه ثلاث حثوات لم تصبه ذلة أبدا ، ومنها أنه يعظم في الموسم ويكثر كثرة خارقة لعادة الآبار ، والمراد بالموسم زمن الحج ، وثبت أن النبي صلىاللهعليهوسلم عام حجة الوداع جاء زمزم ، فقال : ناولوني دلوا فناولوه ، وشرب منها ، ثم تمضمض ، ومج في الدلو ، ثم أمر بما في الدلو فأفرغ في البير ، كأنه مسك أو أطيب من المسك ، وهذه عندي أفضل فضائله ، صلى الله على سيدنا محمد وآله.
فائدة. أيضا في عدد أذرعه من أعلاه إلى أسفله ، كان ستين ذراعا ، ثم قلّ ماؤها في بعض الأزمنة السابقة ، فضرب فيها سبعة أذرع ، وأذرع تدوير فمه ، كان أحد عشر ذراعا ، وقد جعل عليه كله البناء ، سوى ثلاثة أذرع وثلثي ذراع ، وما بين رأسه والماء أربعة أذرع ، والأذرع فيما مضى قامة الإنسان ، سوى الثلاثة الأذرع والثلثين ، فإنها بالذراع المتعارف ، وهاتان الفائدتان أيضا من «البحر العميق» والحمد لله العلي الرفيق.
عدد أبواب المسجد الحرام ومناراته وأسماء الجميع وكيفية كسوة الكعبة
فائدة. في عدد أبواب مسجد الله الحرام ، ومناراته ، أما الأبواب الكبار ، فهي تسعة عشر ، لكن ربما تكون في الباب الواحد أربعة أبواب ، أو أكثر أو أقل ، ولا أظن
__________________
(٢٨٩) عكون : ج. عكنة ، الأطواء في البطن من السمن.