ونصرهم ببركة سلفه
على أهل الطغيان ، على أنفسهما الشريفة المكرّمة ، الطاهرة الزاكية المعظّمة ،
بجميع ما نسب إليهما في كتاب العهد الشريف المسطّر بأعاليه ، على ما نصّ وشرح فيه
المؤرّخ بالسابع عشر من جمادى الأولى سنة تارخ هذا الإسجال ، ثبوتا صحيحا شرعيّا ،
معتبرا تامّا مرعيّا ، عند سيدنا ومولانا العبد الفقير إلى الله تعالى الكريم ،
الحامد فيض فضله العميم ، قاضي القضاة ، حاكم الحكّام ، مفتي الأنام ، حجّة
الإسلام ، عمدة العلماء الأعلام ، شمس الدين ، خالصة أمير المؤمنين ، أبي العباس
أحمد بن الشيخ الصالح الورع الزاهد برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الغني
الحنفيّ ، عامله الله بلطفه الخفيّ ، الناظر في الحكم بالقاهرة ومصر المحروستين ، وسائر
أعمال الديار المصريّة بالتولية الصحيحة الشرعية. أدام الله أيّامه الزاهرة ، وجمع
له بين خيري الدنيا والآخرة ؛ وذلك بشهادة الشهود المعلم لهم بالأداء أعلاه ، بعد
أن أقام كلّ واحد منهم شهادته بذلك بشروط الأداء المعتبرة ، وذلك أنّه شهد على
مولانا الإمام الحاكم بأمر الله المشار إليه ، تغمّده الله بالرحمة والرضوان ،
وأسكنه فسيح الجنان ؛ وهو على الحالة التي تسوغ معها الشهادة عليه أحسن الله في
آخرته إليه. فقبل ذلك منه ، وأعلم له ما جرت به العادة من علامة الأداء والقبول
على الرسم المعهود في مثله. وحكم مولانا قاضي القضاة شمس الدين الحاكم المذكور ،
وقاه الله كلّ محظور ، بذلك كلّه الحكم الشرعيّ ، المعتبر المرعيّ ، وأجاز ذلك
وأمضاه ، واختاره وارتضاه ، وألزم ما اقتضاه مقتضاه ، بسؤال من جازت مسألته ،
وسوّغت في الشريعة المطهّرة إجابته ، وذلك بعد استيفاء الشرائط الشرعيّة ،
والقواعد المحرّرة المرعيّة ، وتقدّم الدعوى المعتبرة المرضيّة. وتقدّم هذا الحاكم
وفّقه الله لمراضيه ، وأعانه على ما هو متولّيه ، بكتابة هذا الإسجال ، فكتب عن
إذنه الكريم على هذا المنوال ، بعد قراءته وقراءة ما يحتاج إلى قراءته من كتابه
العهد الشريف المسطّر أعلاه ، على شهود هذا الإسجال ، وهو وهم يستمعون لذلك في
اليوم المبارك من العشر الأخير من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة ، أحسن الله
تقضّيها في خير وعافية.
وبايعه السلطان
والقضاة والأعيان ، وألبس جبّة سوداء وطرحة سوداء ، وخلع على أولاد أخيه خلع الأمراء ، وأشهد عليه أنه
ولّى الملك الناصر جميع ما ولّاه والده ، وفوّضه إليه.
__________________