أنّه عهد إلى ولده
لصلبه الإمام المستكفي بالله أبي الربيع سليمان ، شيّد الله به أركان الإيمان ،
ونصر ببركة سلفه العصابة المحمديّة على أهل الكفر والطغيان ، وجعله وليّ عهد ،
واستخلفه ، من بعده ، لما علمه من أهليّته وعدالته وكفالته ، وصلاحه لذلك وكفايته
، وشخصه لشهود هذا المكتوب الشريف ، ونبّه على استحقاقه لذلك ومحلّه العالي المنيف
، عهدا صحيحا شرعيّا ، معتبرا تاما مرعيّا ، وفوّض إليه أمر الخلافة المعظّمة
تفويضا شرعيّا صريحا ، وعقد له ولاية العهد على الأمّة عقدا صحيحا ، وقبل ذلك منه
القبول الشرعيّ المعتبر المرضيّ ، فالله تعالى يجمع به كلمة الإسلام ، ويصحبه في
خلافته الشريفة رأيا موفّقا ، ويقمع ببركة سلفه الكرام أهل الطغيان ، ويهيّئ له من
أمره مرفقا ؛ بمنّه وكرمه آمين.
والحمد لله ربّ
العالمين ، وصلاته على سيّد المرسلين نبيّه وآله وصحبه أجمعين. وبه شهد في اليوم
المبارك السابع عشر من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة ، أحسن الله العقبى في
ختامها ، وأجرى الخيرات فيما بقي من شهورها وأيامها ، وشهد عليه بذلك أربعة شهود ،
ورسموا خطوطهم تحت نسخة العهد بما نصّه :
أشهدني مولانا
الإمام جامع كلمة الإيمان ، ناظم شمل الإسلام ، سيّد الخلفاء الأعلام ، إمام
المسلمين ، والمناضل عن شريعة سيّد المرسلين ـ الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين ،
أعزّ الله به الدّين ، وأمتع ببقائه الإسلام والمسلمين ، على نفسه الزكيّة الشريفة
، وهو على الحالة التي يسوغ معها تحمّل الشهادة عليه بما نسب إليه أعلاه وشخّص ،
إلى مولانا وسيّدنا الإمام المستكفي بالله أمير المؤمنين في التاريخ المذكور فيه ،
وثبت هذا العهد على قاضي القضاة شمس الدين الحنفيّ.
وكتب صورة الإسجال
بما نصّه :
ثبت إشهاد مولانا
الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين ، سليل الأئمة المهديّين ، بركة الإسلام
والمسلمين ، المنتظم به عقد جواهر زواهر أحكام الدين ، ابن عمّ سيّد المرسلين ،
أبي العباس بن أحمد الرّاقي بهمّة شرفه أعالي الدّرجات ، المنقول برحمة الله ومنّه
وحسن سيرته إلى روضات الجنّات ، المشار إليه بأعاليه ، قرن الله بمن خلّفه خلفه
تأييدا وتسديدا وتوفيقا ، وقرّب له إلى مشاهدة ابن عمّه والخلفاء الراشدين في دار
كرامته طريقا ، مع الذين أنعم عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا.
وإشهاد ولده لصلبه
وليّ عهده المختار للخلافة الشريفة المعظّمة من بعده مولانا الإمام المستكفي بالله
أبي الربيع سليمان ، ثبت الله به أركان الإيمان ، وسلك به مسالك الخلفاء الراشدين
وآبائه الطاهرين التابعين له بإحسان ، وبارك للأمّة المحمّدية فيه ،