ووزر للمعزّ جوهر (١) القائد.
وللعزيز أبو الفرج يعقوب (٢) بن يوسف بن كلّس ، وكان يهوديّا فأسلم ، وفوّض إليه الأمور في سائر مملكته ، قال ابن زولاق : هو أوّل من وزر للدولة العبيدية بالديار المصريّة ، وكان من جملة كتّاب كافور ، فلما مات حزن عليه العزيز حزنا شديدا ، وأغلق الديوان أياما من أجله ، وكانت وفاته سنة ثمانين وثلثمائة.
ووزر بعده نصرانيّ يقال له عيسى بن نسطورس ، ثم قبض عليه.
ووزر للظاهر أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائيّ في سنة ثماني عشرة وأربعمائة إلى أن مات في زمن المستنصر سنة ست وثلاثين ، فوزر بعده أبو نصر صدقة بن يوسف الفلّاحيّ ، وكان يهوديا فأسلم ، وفيه يقول الحسن بن خاقان الشاعر المصريّ :
حجاب وإعجاب وفرط تصلّف |
|
ومدّ يد نحو العلا بتكلّف |
فلو كان هذا من وراء كفاية |
|
عذرنا ولكن من وراء تخلّف |
وكان معه أبو سعد التّستريّ اليهودي يدبّر الدولة له ، فقال بعض الشعراء :
يهود هذا الزمان قد بلغوا |
|
غاية آمالهم وقد ملكوا |
العزّ فيهم والمال عندهم |
|
ومنهم المستشار والملك |
يا أهل مصر إني نصحت لكم |
|
تهوّدوا قد تهود الفلك |
ثمّ عزل الفلّاحيّ سنة تسع وثلاثين ؛ ووزر بعده أبو البركات الحسين بن محمد بن أحمد الجرجرائيّ ابن أخي الوزير صفيّ الدين ، ثمّ صرف في شوال سنة إحدى وأربعين.
ووزر القاضي أبو محمد الحسن بن علي البازوريّ مضافا لقضاء القضاة ، ولقّب الناصر للدين ، غيّاث المسلمين الوزير الأجلّ المكين سيّد الرؤساء تاج الأصفياء قاضي القضاة ، وداعي الدعاة. وفي أيامه سأله المستنصر أن يكتب اسمه معه على السكّة ، فكان ينقش عليها :
ضربت في دولة آل الهدى |
|
من آل طه وآل ياسين |
مستنصر بالله جلّ اسمه |
|
وعبده الناصر للدين |
__________________
(١) شذرات الذهب : ٣ / ٩٨.
(٢) شذرات الذهب : ٣ / ٩٧.