بزيد سيرا ، فدل على أنه النائب ، وأجيب عن ترك التأنيث بأنه نظير كفى بهند فاضلة فإنها فاعل قطعا ولا يؤنث كفى ، وعن امتناع المبتدأ بوجود المانع وهو العامل اللفظي.
ويتفرع على هذا الخلاف جواز تقديمه نحو : بزيد سير فعلى الأصح لا يجوز ، وكذا على الثالث ، وعلى الرابع يجوز وبه صرح السهيلي وابن أصبغ ، وكذا على الثاني قال أبو حيان : ولم يذهب أحد إلى أن الجار والمجرور معا النائب ، فيكونان في موضع رفع ، وإذا اجتمعت هذه الثلاثة المصدر والظرف والمجرور فأنت مخير في إقامة ما شئت هذا مذهب البصريين ، وقيل : يختار إقامة المصدر نحو : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ) [الحاقة : ١٣] ، وعليه ابن عصفور ، وقيل : يختار إقامة المجرور وعليه ابن معط ، وقيل : يختار إقامة ظرف المكان ، وعليه أبو حيان ووجهه بأن المجرور في إقامته خلاف والمصدر في الفعل دلالة عليه ، فلم يكن في إقامته كبير فائدة وكذا ظرف الزمان ؛ لأن الفعل يدل على الحدث والزمان معا بجوهره بخلاف المكان فإنما يدل عليه دلالة لزوم كدلالته على المفعول به فهو أشبه به من المذكورات فكان أولى بالإقامة.
وإذا اقتضى الفعل مفعولين أو ثلاثة أقيم أحدها ونصب الباقي بتعدي الفعل المبني للمفعول إليه عند سيبويه والجمهور ، وقيل : لا ينتصب به وإنما هو منصوب بفعل الفاعل لما بني الفعل للمفعول في أعطيت زيدا درهما بقي درهما منصوبا على أصله بفعل الفاعل ، واختاره الزمخشري ، وذهب الفراء وابن كيسان إلى أنه منصوب بفعل مقدر ، أي : وقبل أو أخذ ، وذهب الزجاجي إلى أنه انتصب على أنه خبر ما لم يسم فاعله كما في كان زيد قائما ، ولا تجوز نيابة المفعول له إذا كان منصوبا باتفاق ، وفي المجرور بحرف قولان أحدهما لا بناء على أن المجرور لا يقام ؛ ولأنه بيان لعلة الشيء ، وذلك لا يكون إلا بعد ثبوت الفعل بمرفوعه ، وهذا ما صححه الفارسي وابن جني ، وقيل : يجوز بناء على جواز إقامة المجرور.
ولا يجوز أيضا إقامة التمييز ، وجوزه الكسائي وهشام فيقال في امتلأت الدار رجالا : امتلئ رجال ، وحكي : خذه مطيوبة به نفسي ، قال أبو حيان : لا يقام في هذا الباب مفعول له ولا مفعول معه ولا حال ولا تمييز ؛ لأنها لا يتسع فيها بخلاف المصدر والظرف.
(ص) ويقام في كان قيل ضمير المصدر ، وقيل : ظرف أو مجرور معمول ، وعليهما يحذف جزءاها ، وجوز الفراء إقامة الخبر المفرد ، وكين يقام ، وجعل يفعل فارغا ، والكسائي بنية المجهول ، وفي اللازم ضمير مصدر أو مجهول أو فارغ أقوال.