تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ) [الأنعام : ٤٠] ، (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) [العلق : ١٣ ـ ١٤] في آيات أخر ، وأجيب بأنه حذف فيها المفعول اختصارا ، أي : أرأيتكم عذابكم ، وقال أبو حيان : هي من باب التنازع فإن أرأيت وفعل الشرط تنازعا الاسم بعده ، فأعمل الثاني وحذف من الأول ؛ لأنه منصوب ، أي : أرأيتكموه ، أي : العذاب ، ويضمر في أرأيت معمول فعل الشرط الذي يمكن تسليط أرأيت عليه.
الرابعة : للاسم المستفهم به والمضاف إليه مما بعدهما ما لهما دون الأفعال المذكورة ، فلا تؤثر فيه ظننت وأخواته ، بل يبقى على حاله من الإعراب ، فإن كان مرفوعا على الابتداء بقي كذلك ، وإن كان مفعولا به بقي مفعولا به ، أو مصدرا أو ظرفا أو حالا بقي كذلك ، مثالها علمت أيّ الناس صديقك ، وأيهم ضربت ، وأي قام قمت ، ومتى قام زيد ، وكيف ضربت زيدا.
الخامسة : الجملة بعد المعلق في هذا الباب في موضع المفعولين سادة مسدهما ، فإن كان التعليق بعد استيفاء المفعول الأول ، كما في علمت زيدا أبو من هو ، فهي في موضع المفعول الثاني ، وأما في غير هذا الباب فإن كان الفعل مما يتعدى بحرف الجر فالجملة في موضع نصب بإسقاطه نحو : فكرت أهذا صحيح أم لا ، وجعل ابن مالك منه (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً) [الكهف : ١٩] ، أي : إلى ، وإن كان مما يتعدى لواحد فهي في موضعه نحو : عرفت أيهم زيد ، فإن كان مفعوله مذكورا نحو : عرفت زيدا أبو من هو ، فالجملة بدل منه هذا ما اختاره السيرافي وابن مالك ، ثم قال ابن عصفور هي بدل كل من كل على حذف مضاف ، والتقدير عرفت قصة زيد أو أمر زيد أبو من هو ، واحتيج إلى هذا التقدير ؛ لتكون الجملة هي المبدل منه في المعنى ، وقال ابن الصائغ : هي بدل الاشتمال ولا حاجة إلى التقدير ، وذهب المبرد والأعلم وابن خروف وغيرهم إلى أن الجملة في موضع نصب على الحال ، وذهب الفارسي إلى أنها في موضع المفعول الثاني لعرفت على تضمنه معنى علمت ، واختاره أبو حيان.
جواز إعمال المتصرف من الأفعال القلبية في ضميرين
(ص) وخص أيضا ورأى بصرية وحلمية بجواز كون فاعلها ومفعولها ضميرين متصلين متحدي معنى ، والأكثر منع نفس مكانه ، وقد يشاركها عدم ، وأيضا المتصرف من فقد ووجد ، ويمنع مطلقا إن أضمر فاعل متصلا وفسر بمفعول ، ويجوز بمضاف