بالأفعال منها ، ولذا لزمتها نون الوقاية ، بخلاف البواقي ، وأنها باقية الاختصاص بالأسماء فلا تدخل على الأفعال ، بخلاف البواقي فإنها تدخل عليهما معا نحو : (إِنَّما يُوحى إِلَيَ) [الأنبياء : ١٠٨] ، (أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) [المؤمنون : ١١٥] ، (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ) [الأنفال : ٦].
٥٤٣ ـ ولكنّما أسعى لمجد مؤثّل
٥٤٤ ـ ... لعلّما |
|
أضاءت لك النّار الحمار المقيّدا |
فلهذا تعين فيها الإلغاء.
وجاز في ليت الإعمال رعيا لقوة اختصاصها ، والإهمال إلحاقا بأخواتها ، قال أبو حيان : ووقفت على كتاب تأليف طاهر القزويني في النحو ذكر فيه أن ليتما تليها الجملة الفعلية ، بل نقله أبو جعفر الصفار عن البصريين ، لكن الأخفش على سعة حفظه قال : إنه لم يسمع قط ليتما يقوم زيد ، ونقل أبو حيان عن الفراء أنه جوز إيلاء الفعل ليت ؛ لأنها بمعنى لو ، وأنشد حفظه :
٥٤٥ ـ فليت دفعت الهمّ عنّي ساعة
وخرجه البصريون على حذف الاسم ، وقد أشرت إلى الخلاف في الحالين بقولي : «ولا يليها الفعل بحال» ، أي : لا مع ما ولا مجردة.
يحصل من جميع المسألتين ثلاثة أقوال ، وذهب الزجاجي إلى أنه يجوز الإعمال في الجميع حكي : إنما زيدا قائم ، ويقاس في الباقي ، ووافقه الزمخشري وابن مالك ، ونقله عن ابن السراج ، وذهب الزجاج وابن أبي الربيع إلى أنه يجوز في ليت ولعل وكأن خاصة.
ويتعين الإلغاء في إن وأن ولكن ، وعزي إلى الأخفش ووجه باشتراك الثلاثة الأول
__________________
٥٤٣ ـ البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٩ ، والإنصاف ١ / ٨٤ ، وجمهرة اللغة ص ١٢١ ، والخزانة ١ / ٣٢٧ ، ورصف المباني ص ٣١٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٣٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٩٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٤٢ ، ٢ / ٦٤٢ ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٣٤٠ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٥٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٤٠.
٥٤٤ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ١٨٠ ، والأزهية ص ٨٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١١٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٦٩٣ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٧ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣١٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٦١ ، وشرح قطر الندى ص ١٥١ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٤ ، ومغني اللبيب ص ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢١٠.
٥٤٥ ـ تقدم البيت برقم (٥١٣).