ومنعها الكوفية في تنفيس ، والفراء في شرط معترض وأظن وإلى وحتى ومذ ومنذ ، وجوز دخول اللامين وهي لام الابتداء أخرت كراهة توالي توكيدين ، وقال ثعلب ومعاذ : مقابلة للباء في ما ، وهشام والطوال جواب قسم مقدر ، وقد تدخل على كان ، وشذت في خبر مبتدأ وأمسى وزال ورأى وما ، وفي لهنك مع تأكد الخبر ودونه ، وقيل : هي لام قسم ، وقيل : أصلي له أنك ، فإن صحبت نون توكيد بعد إن أو ماضيا متصرفا دون قد نوي قسم وفتحت.
(ش) تدخل اللام بعد إن المكسورة على اسمها المفصول إما بالخبر نحو : (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً) [القلم : ٣] ، أو بمعمول الخبر نحو : إن فيك لزيدا راغب ، أو بمعمول الاسم نحو : إن في الدار لساكنا زيد ، وعلى ضمير الفصل نحو : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) [آل عمران : ٦٢] ، وعلى الخبر المؤخر عن الاسم نحو : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ) [النمل : ٧٣] ، بخلاف المقدم عليه فلا يقال : إن لعندك زيدا ، فإن كان الخبر جملة اسمية جاز دخولها على أول جزأيها وعلى الثاني ، والأول أولى ؛ لتعينه في الفعلية نحو : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) [الصافات : ١٦٥] ، ومن دخولها على الثاني قوله :
٥١٨ ـ فإنك من حاربته لمحارب |
|
شقيّ ومن سالمته لسعيد |
وفي دخولها على معمول الخبر إذا كان متوسطا بين الاسم والخبر وهو ظرف أو مجرور أقوال :
أحدها الجواز مطلقا ، وإن دخلت على الخبر أيضا ، وعليه المبرد وصححه ابن مالك ، وأبو حيان حكى : إن زيدا لبك لواثق ، وإني لبحمد الله لصالح ، وأنشدوا :
٥١٩ ـ إنّي لعند أذى المولى لذو حنق
والثاني : المنع مطلقا.
والثالث وهو الأصح عندي تبعا للسيرافي وابن عصفور الجواز ، إن لم تدخل على الخبر كقوله :
__________________
٥١٨ ـ البيت من الطويل ، وهو لأبي عزة عمرو بن عبد الله في المقاصد النحوية ٢ / ٢٤٥ ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٣٥٨ ، ٣٦١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٣٠.
٥١٩ ـ البيت من البسيط ، تفرد به السيوطي في همع الهوامع ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢١١.