وحال قوة بالنسبة إلى الحروف ، فأجيز توسطها تفضيلا لها على إن وأخواتها ، فإن اقترن ب : أن ففي التوسط قولان :
أحدهما : الجواز كغيره وعليه المبرد والسيرافي ، وصححه ابن عصفور.
والثاني : المنع وعليه الشلوبين.
الثانية : يجوز حذف الخبر في هذا الباب إذا علم ، ومنه قوله تعالى : (فَطَفِقَ مَسْحاً) [ص : ٣٣] ، أي : يمسح ؛ لدلالة المصدر ، والأحسن كما قاله مصعب الخشني : إنه مما ورد فيه الخبر اسما مفردا تنبيها على الأصل كما تقدم في صائما وآيبا ، ومن الحذف حديث : «من تأنى أصاب أو كاد ، ومن عجل أخطأ أو كاد» (١) ، وقوله :
٤٨٤ ـ وقد ذاق طعم الموت أو كربا
الثالثة : يتعين في خبر هذا الباب أن يعود منه ضمير إلى الاسم ، فلا يجوز رفعه الظاهر لا أجنبيا ولا سببيا ، فلا يقال : طفق زيد يتحدث أخوه ، ولا أنشأ عمرو ينشد ابنه ؛ لأنها إنما جاءت لتدل على أن فاعلها قد تلبّس بهذا الفعل وشرع فيه لا غيره ، ويستثنى عسى فإن خبرها يرفع السببي كقوله :
٤٨٥ ـ وماذا عسى الحجّاج يبلغ جهده
على رواية رفعه جهده ، وقولي : «غالبا» أشرت به إلى ما ورد نادرا من رفع خبر غير عسى السببي كقوله :
٤٨٦ ـ وأسقيه حتى كاد مما أبثّه |
|
تكلّمني أحجاره وملاعبه |
__________________
٤٨٤ ـ البيت من البسيط ، وهو للحطيئة في ديوانه ص ١٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٠.
٤٨٥ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ١٦٠ ، وشرح التصريح ١ / ٢٠٥ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٦٧٧ ، ومعجم ما استعجم ص ٤٥٩ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٨٠ ، ولمالك بن الريب في ديوانه ص ٥١ ، والخزانة ٢ / ٢١١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٣٠٨ ، وشرح الأشموني ١ / ١٣٠ ، ٢٦٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٤٥.
٤٨٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ٨٢١ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٦٤ ، وشرح التصريح ١ / ٢٠٤ ، وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ٩١ ، ٩٢ ، وشرح شواهد الشافية ص ٤١ ، والكتاب ٤ / ٥٩ ، واللسان ، مادة (سقى ، شكا) ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٧٦ ، والممتع في التصريف ص ١٨٧ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٣٠٧ ، وشرح الأشموني ١ / ١٣٠ ، ٢٦٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٦٨.
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣١٠ (٨٥٨) ، والقضاعي في مسند الشهاب ١ / ٢٣١ (٣٦٢).