قال : واحترزت بقولي : بمعنى زال من ونى بمعنى فتر ، ورام بمعنى حاول أو تحول ، انتهى.
وقال أبو حيان : ذكر أصحابنا أن ونى زادها بعض البغداديين في أفعال الباب ؛ لأن معناها معنى ما زال نحو : ما ونى زيد قائما ، ورد بأنه لا يلزم من كونها بمعناها مساواتها لها في العمل ، ألا ترى أن ظل زيد قائما معناه أقام زيد قائما النهار ، ولم يجعل العرب ل : أقام اسما ولا خبرا كما فعلت ذلك ب : ظل ، قالوا : والتزام التنكير في المنصوب بها دليل على أنه حال ، وأما البيتان فالمنصوب في الأول على إسقاط الخافض ، أي : لا يني عن شيمة الخب ، والثاني يحتمل الحال لتنكيره.
وألحق قوم منهم ابن مالك بصار ما كان بمعناها ، وذلك عشرة أفعال ، آض كقوله :
٣٦٠ ـ ربّيته حتى إذا تمعددا |
|
وآض نهدا كالحصان أجردا |
وعاد كقوله :
٣٦١ ـ فلله مغو عاد بالرّشد آمرا
وآل بالمد ، كقوله :
٣٦٢ ـ ثم آلت لا تكلّمنا |
|
كل حي معقب عقبا |
ورجع ، كقوله :
٣٦٣ ـ ويرجعن بالأكباد منكسرات
وفي الحديث : «لا ترجعوا بعدي كفارا» (١) ، وحار بالمهملة ، كقوله :
٣٦٤ ـ وما المرء إلا كالشّهاب وضوئه |
|
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع |
__________________
٣٦٠ ـ تقدم الرجز برقم ٢٨٦.
٣٦١ ـ البيت بلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٢٩.
٣٦٢ ـ البيت من المديد ، أنشده ابن الأعرابي في اللسان ١ / ٦١٨ ، مادة (عقب) ، والتاج ٣ / ٤٢٠ ، مادة (عقب).
٣٦٣ ـ البيت من الطويل ، تفرد به السيوطي في الهمع ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٦١.
٣٦٤ ـ البيت من الطويل ، وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ١٦٩ ، وحماسة البحتري ص ٨٤ ، واللسان ، مادة (حور) ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ١١٠ ، ٢٢٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٢٩.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب العلم ، باب الإنصات للعلماء (١٢١) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان معنى قول النبي صلىاللهعليهوسلم (٦٥).