أي : لا زالت ، وقوله :
٣٥٦ ـ وأبرح ما أدام الله قومي |
|
بحمد الله منتطقا مجيدا |
أي : لا أبرح ، وسواء كان متصلا بالفعل أم مفصولا بينه وبينه كقوله :
٣٥٧ ـ ولا أراها تزال ظالمة |
|
تحدث لى قرحة وتنكؤها |
واحترز بماضي يزال من زال التي مضارعها يزول وهو فعل تام لازم بمعنى تحول ، والتي مضارعها يزيل وهو فعل متعد بمعنى ماز.
والمشهور في فتئ كسر العين ، وفيها لغة بالفتح ، وثالثة أفتأ ، قال في «المحكم» : ما فتئت أفعل وما فتأت أفتأ فتأ وفتوءا ، وما أفتأت الأخيرة تميمية ، وذكر الثلاثة أيضا أبو زيد ، وذكر الصغاني فتؤ يفتؤ على وزن ظرف لغة في فتئ.
ثم إن ما زال وأخواتها تدل على ملازمة الصفة للموصوف مذ كان قابلا لها على حسب ما قبلها ، فإن كان قبلها متصلة الزمان دامت له كذلك نحو : ما زال زيد عالما ، وإن كان قبلها في أوقات دامت له كذلك نحو : ما زال يعطي الدراهم ، قال ابن مالك : وكذا العمل في ونى ورام بمعناها ، قال : وهما غريبتان ، ولا يكاد النحويون يعرفونهما إلا من عني باستقراء الغريب ، ومن شواهد استعمالهما قوله :
٣٥٨ ـ لا يني الخبّ شيمة الحبّ ما دا |
|
م فلا يحسبنّه ذا ارعواء |
وقوله :
٣٥٩ ـ إذا رمت ممّن لا يريم متيّما |
|
سلوّا فقد أبعدت في رومك المرمى |
__________________
٣٥٦ ـ البيت من الوافر ، وهو لخداش بن زهير في اللسان ، مادة (نطق) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٦٤ ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦١٩ ، وجمهرة اللغة ص ٢٧٥ ، والخزانة ٩ / ٢٤٣ ، وشرح الأشموني ١ / ١١٠ ، ٢٢٨ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٥ ، ١ / ١١١ ، والمقرب ١ / ٩٤ ، والمقاييس ١ / ٢٣٨ ، ٥ / ٤٤١ ، وأساس البلاغة ، مادة (جود ، نطق) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٠٩.
٣٥٧ ـ البيت من المنسرح ، وهو لابن هرمة في ديوانه ص ٥٦ ، والخزانة ٩ / ٢٣٧ ، والكامل ص ٧٩٢ ، ١٣٢٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٢٠ ، ٨٢٦ ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص ٣٩٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٣.
٣٥٨ ـ البيت من الخفيف ، وهو بلا نسبة في عمدة الحفاظ ٤ / ٣٤٥ ، مادة (وني) ، وشفاء العليل ص ٣٠٦.
٣٥٩ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٣٠٦.