ف : كان زيد ضاحكا مشبه عنده ب : جاء زيد ضاحكا ، وذهب الكوفيون إلى أنه انتصب على الحال ، ورد بوروده مضمرا ومعرفة وجامدا ، وأنه لا يستغنى عنه ، وليس ذلك شأن الحال ، واعترض بوقوعه جملة وظرفا ولا يقع المفعول كذلك ، وأجيب بالمنع ، بل تقع الجملة موقع المفعول نحو : قال زيد عمرو فاضل ، والمجرور نحو : مررت بزيد ، والظرف إذا توسع فيه.
وجوز الجمهور رفع الاسمين بعد كان ، وأنكره الفراء ورد بالسماع قال :
٣٤٧ ـ إذا متّ كان الناس صنفان شامت |
|
وآخر مثن بالذي كنت أصنع |
وقال :
٣٤٨ ـ وليس منها شفاء الدّاء مبذول
ثم اختلفوا في توجيه ذلك فالجمهور على أن في كان ضمير الشأن اسمها ، والجملة من المبتدأ والخبر في موضع نصب على الخبر ، ونقل عن الكسائي أن كان ملغاة ولا عمل لها ووافقه ابن الطراوة.
والمتفق على عده من هذه الأفعال ثلاثة عشر ، ثمانية لا شرط لها وهي كان وأصبح وأضحى وأمسى وظل وبات وصار وليس ، وواحد شرطه أن يقع صلة ل : ما الظرفية وهي المصدرية المراد بها وبصلتها التوقيت وهو دام نحو : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) [مريم : ٣١] ، أي : مدة دوامي حيّا ، وأربعة شرطها تقدم نفي أو شبهه وهو النهي والدعاء ، وهي : زال ماضي يزال ، وانفك وبرح وفتئ ، والأربعة بمعنى واحد باتفاق النحويين ، وسواء كان النفي بحرف أو فعل أو اسم كقوله :
٣٤٩ ـ لن تزالوا كذلكم ثم لا زل |
|
ت لكم خالدا خلود الجبال |
__________________
٣٤٧ ـ تقدم الشاهد برقم ١٨٨ في بحث «الضمير».
٣٤٨ ـ البيت من البسيط ، وهو لهشام بن عقبة في الأزهية ص ١٩١ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٨٥ ، ٦ / ٧٨ ، وتذكرة النحاة ص ١٤١ ، ١٦٦ ، ولذي الرمة في شرح أبيات سيبويه ١ / ٤٢١ ، ولهشام أخي ذي الرمة في شرح شواهد المغني ٢ / ٧٠٤ ، والكتاب ١ / ٧١ ، ١٤٧ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ٢ / ٨٦٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧١٨.
٣٤٩ ـ البيت من الخفيف ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٦٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٨٤ ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٨ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٤٨ ، ٢٧٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٢٠ ، ومغني اللبيب ٢ / ٢٨٤ ، والتاج ، مادة (لنن) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٣٦.