الزيدون ضاربوهما عندها بإذنه ، والمعنى : الزيدون ضاربو الأخوين عند هند بإذن زيد ، قال أبو حيان : وهذا المثال ونحوه مما وضعه النحويون للاختبار والتمرين ولا يوجد مثله في كلام العرب ألبتة ، قال : ومثله من الموصول الذي التي اللتان أبوها أبوهما أختها أخوك أخته زيد ، وقال ابن الخباز : العرب لا تدخل موصولا على موصول ، وإنما ذلك من وضع النحويين وهي مشكلة جدا ، انتهى. ولهذا اخترت عدم جريان ذلك فيه.
جواز دخول الفاء على الخبر :
(ص) مسألة : تدخل الفاء في الخبر جوازا بعد مبتدأ تضمن شرطا ك : أل موصولة بمستقبل عام ، خلافا لسيبويه ، أو غيرها موصولا بظرف أو فعل يقبل الشرطية ، خلافا لمن أطلق أو جوز الماضي أو المصدر بشرط أو الاسمية ، أو منع إن أكد أو وصف أو نكرة عامة موصوفة بذلك ، وخصه ابن الحاج ب : كل ، وشرط نفي أو استفهام أو مضاف إليها مشعر بمجازاة ، أو موصوف بالموصول على الأصح ، أو مضاف إليه ، وقلّ في خبر كل مضافة إلى غير ذلك ، وجوزه الأخفش في كل خبر والفراء إن تضمن طلبا.
(ش) لما كان الخبر مرتبطا بالمبتدأ ارتباط المحكوم به بالمحكوم عليه لم يحتج إلى حرف رابط بينهما ، كما لم يحتج الفعل والفاعل إلى ذلك ، فكان الأصل ألا تدخل الفاء على شيء من خبر المبتدأ ، لكنه لما لحظ في بعض الأخبار معنى ما يدخل الفاء فيه دخلت وهو الشرط والجزاء ، والمعنى الملاحظ أن يقصد أن الخبر مستحق بالصلة أو الصفة ، وأن يقصد به العموم ، ودخولها على ضربين : واجب وهو بعد أما كما سيأتي في أواخر الكتاب الثالث ، وجائز وذلك في صور :
إحداها : أن يكون المبتدأ أل الموصولة بمستقبل عام نحو : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا) [النور : ٢] ، (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا) [المائدة : ٣٨] ، وهذا ما جزم به ابن مالك ، ونقل عن الكوفيين والمبرد والزجاج ، وذهب سيبويه وجمهور البصريين إلى منع دخول الفاء في هذه الصورة ، وخرجوا الآيتين ونحوهما على حذف الخبر ، أي : فيما يتلى عليكم الزانية ، أي : حكم ذلك.
الثانية : أن يكون المبتدأ غير أل من الموصولات وصلته ظرف أو مجرور ، أو جملة تصلح للشرطية وهي الفعلية غير الماضية ، وغير المصدرة بأداة شرط ، أو حرف استقبال كالسين وسوف ولن ، أو بقد ، أو ما النافية ، مثال الظرف قوله :