٣٣٨ ـ من يك ذا بتّ فهذا بتّي |
|
مقيّظ مصيّف مشتّي |
والقول الثاني : المنع واختاره ابن عصفور وكثير من المغاربة ، وعلى هذا فما ورد من ذلك جعل فيه الأول خبرا والباقي صفة للخبر ، ومنهم من يجعله خبر مبتدأ مقدر.
والقول الثالث : الجواز إن اتحدا في الإفراد والجملة ، فالأول كما تقدم ، والثاني نحو : زيد أبوه قائم أخوه خارج ، والمنع إن كان أحدهما مفردا والآخر جملة.
والرابع : قصر الجواز على ما كان المعنى منهما واحدا نحو : الرمان حلو حامض ، أي : مز ، وزيد أعسر أيسر ، أي : أضبط وهو الذي يعمل بكلتا يديه ، وهذا النوع يتعين فيه ترك العطف ؛ لأن مجموع الخبرين فيه بمنزلة واحد ، وجوز أبو علي استعماله بالعطف كغيره من الأخبار المتعددة فيقال : هذا حلو وحامض ، قال صاحب «البديع» : ولا يجوز الفصل بين هذين الخبرين ولا تقديمهما على المبتدأ عند الأكثرين ولا تقديم أحدهما وتأخير الآخر ، وأجازه بعضهم ، انتهى.
ومن ذلك يتحصل في التقديم ثلاثة أقوال كما حكيتها في المتن.
تعدد مبتدآت متوالية :
(ص) وتتوالى مبتدآت فيخبر عن أحدها ويجعل مع خبره خبر متلوه وهكذا ، ويضاف غير الأول إلى ضمير متلوه أو يجاء آخرا بالروابط عكسا ، والمختار خلافا للنحاة منعه في الموصولات.
(ش) إذا تعددت مبتدآت متوالية فلك في الإخبار عنها طريقان : أحدهما أن تجعل الروابط في المبتدآت فيخبر عن آخرها وتجعله مع خبره خبرا لما قبله ، وهكذا إلى أن تخبر عن الأول بتاليه مع ما بعده ، ويضاف غير الأول إلى ضمير متلوه ، مثاله : زيد عمه خاله أخوه أبوه قائم ، والمعنى : أبو أخي خال عم زيد قائم ، والآخر أن تجعل الروابط في الأخبار فيؤتى بعد خبر الأخير بهاء آخر الأول وتال لمتلوه ، مثاله : زيد هند الأخوان
__________________
٣٣٨ ـ الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨٩ ، والمقاصد النحوية ١ / ٥٦١ ، وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٧٢٥ ، وتخليص الشواهد ص ٢١٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٣ ، وشرح الأشموني ١ / ١٠٦ ، ٢٢٢ ، وشرح ابن عقيل ص ١٣٢ ، ١ / ١٠٩ ، وشرح المفصل ١ / ٩٩ ، والكتاب ٢ / ٨٤ ، واللسان ، مادة (بتت ، قيظ ، صيف ، شتا) ، والتاج مادة (قيظ ، شتا) ، وأساس البلاغة ، مادة (صيف) ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٢٦.