حكي : بالفضل ذو فضّلكم الله به والكرامة ذات أكرمكم الله به ، وحكي إعرابها كجمع المؤنث السالم ، وحكي تثنية ذو وذات وجمعهما ، فيقال في الرفع ذوا وذواتا وذوو وذوات ، وفي النصب والجر ذوي وذواتي وذوي ، ومنها ذا بشرطين : أن تكون غير ملغاة ، والمراد بالإلغاء أن تركب مع ما فتصير اسما واحدا ، وأن تكون بعد استفهام بما أو من كقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) [البقرة : ٢١٥] ، أي : ما الذي ينفقونه؟ وقول الشاعر:
٢٥١ ـ ... |
|
قد قلتها ليقال : من ذا قالها؟ |
وأصل ذا الموصولة هي المشار بها جرد من معنى الإشارة واستعمل موصولا بالشرطين المذكورين ، قال أبو حيان : ولا خلاف في جعلها موصولة بعد ما ، وأما بعد من فخالف قوم ؛ لأن من تخص من يعقل فليس فيها إبهام كما في ما وإنما صارت بالرد إلى الاستفهام في غاية الإبهام ، فأخرجت ذا من التخصيص إلى الإبهام وجذبتها إلى معناها ولا كذلك من لتخصيصها ، وأجاز الكوفيون وقوع ذا موصولة وإن لم يتقدم عليها استفهام كقوله :
٢٥٢ ـ نجوت وهذا تحملين طليق
وأجيب بأن تحملين حال أو خبر ، وطليق خبر ثان ، وعن الكوفيين أن أسماء الإشارة كلها يجوز أن تستعمل موصولات وخرجوا عليه : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) [طه : ١٧] ، وأجيب بأن يمينك حال من الإشارة ، وخرجوا عليه أيضا : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ) [آل عمران : ٦٦] ، أي : الذين حاججتم ، أما إذا ركبت ما مع ذا فصارا اسما واحدا فله معنيان :
أحدهما : وهو الأشهر أن يكون المجموع اسم استفهام كقوله :
٢٥٣ ـ يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم |
|
لا يستفقن إلى الدّيرين تحنانا |
__________________
٢٥١ ـ البيت من الكامل ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٧٧ ، والخزانة ٤ / ٢٥٩ ، واللسان والتاج ، مادة (حكم) ، والعين ١ / ٢٦٩ ، وبلا نسبة في شرح قطر الندى ص ١٠٤ ، وأساس البلاغة ، مادة (حكم) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٣٩.
٢٥٢ ـ البيت من الطويل ، وهو ليزيد بن المفرغ في ديوانه ص ١٧٠ ، والإنصاف ص ٧١٧ ، وتخليص الشواهد ص ١٥٠ ، وتذكرة النحاة ص ٢٠ ، والخزانة ٦ / ٤١ ، ٤٨ ، وجمهرة اللغة ص ٦٤٥ ، وشرح التصريح ١ / ١٣٩ ، ٣٨١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٥٩ ، وشرح المفصل ٤ / ٧٩ ، واللسان ، مادة (حدس ، عدس) ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٤٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٠٠.
٢٥٣ ـ البيت من البسيط ، وهو لجرير في ديوانه ص ١٦٧ ، والجنى الداني ص ٢٤٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٨١ ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٦٩.