(ش) الجمهور من المتأخرين منهم ابن مالك ونسبه أبو حيان للكوفيين وقطرب والزجاج والزجاجي على أن إعراب المثنى والجمع بالحروف المذكورة ، وقيل : بحركات مقدرة فيما قبلها وهي الدال من الزيدان والزيدون والزيدين مثلا وهو رأي الأخفش ، ورد بأنه تقدير في غير الآخر والإعراب لا يكون إلا آخرا ، وبأنه لم يكن يحتاج إلى تغييرها كما لم يحتج إلى تغيير بعد الإعراب المقدر قبل ياء المتكلم ، وقيل : بحركات مقدرة في الألف والواو والياء وهو رأي الخليل وسيبويه ، واختاره الأعلم والسهيلي كالمقصور ونحوه ، ورده ابن مالك بلزوم ظهور النصب في الياء وبلزوم تثنية المنصوب والمجرور بالألف ؛ لتحرك الياء وانفتاح ما قبلها.
وأجاب أبو حيان عن الأول بأنهم لما حملوا حالة النصب على حالة الجر أجروا الحكم على الياء حكما واحدا ، فكما قدروا الكسرة قدروا الفتحة تحقيقا للحمل ، وعن الثاني بأن الموجب للقلب الفرق وإن كان القياس ما ذكر ، ولذلك لاحظه من العرب من يجري المثنى بالألف مطلقا ، وقيل : الحروف دلائل إعراب بمعنى أنك إذا رأيتها فكأنك رأيت الإعراب وبه فسر أبو علي مذهب الأخفش ، وقيل : الإعراب ببقاء الألف والواو رفعا وانقلابها نصبا وجرا ، وعليه الجرمي والمازني وابن عصفور ، وهذا بناء على أن الإعراب معنوي لا لفظي ، قال ابن عصفور : كان الأصل قبل دخول العامل زيدان وزيدون كاثنان وثلاثون ، فلما دخل العامل لم يحدث شيئا وكان ترك العلامة يقوم مقام العلامة فلما دخل عليها عامل النصب والجر قلب الألف والواو ياء فكان التغيير والانقلاب وعدمه هو الإعراب ، ولا إعراب ظاهر ولا مقدر ورده ابن مالك باستلزامه مخالفة النظائر ؛ إذ ليس في المعربات ما ترك العلامة له علامة ، وأجاب أبو حيان بأن الأسماء الستة كذلك عند الجرمي ، وقد ثبت وجود الواو فيها قبل العامل في قولهم : أبو جاد.
(ص) وتليها نون تكسر في المثنى وقد تضم مع الألف وتفتح في الجمع والعكس لغة ، وقيل : ضرورة في الجمع ، وقيل : يختص بالياء فيهما ، والمختار وفاقا لابن مالك أنها لرفع توهم الإضافة أو الإفراد لا عوض من حركة أو تنوين ، أو هما مطلقا ، أو إن كانا وإلا فأحدهما ، وإلا فغير عوض ، أو فارقة بين رفع المثنى ونصب المفرد ، وحمل الباقي ، ولا هي التنوين خلافا لزاعميها ، وتسقط لإضافة ولو تقديرا وشبهها ، وتقصير صلة ، وخصه المبرد باللذا واللتا ، وغيره ضرورة ، وجوزه الكسائي في النثر ، وزعمه الأخفش في ضارباك للطافة الضمير ، وتشدد في موصول وإشارة مطلقا على الأرجح.