(ش) زيد بعد الألف والياء في المثنى ، وبعد الواو والياء في الجمع نون ، واختلف في أنها زيدت لماذا على مذاهب :
أحدها : وهو رأي ابن مالك أنها لرفع توهم الإضافة في نحو : رأيت بنين كرماء وناصرين باغين ، والإفراد في الإشارة والمقصور والمنقوص نحو : هذان الخوزلان ومررت بالمهتدين ، فلو لا النون لالتبس حال الإضافة بعدمها والمفرد بالمثنى فيما ذكر.
الثاني : أنها عوض من حركة المفرد ، ونسبه أبو حيان للزجاج ، ورده ابن مالك بأن الحروف نائبة عنها فلا حاجة إلى التعويض بالنون ، قال أبو حيان : وهذا بناء على رأيه أن الحروف إعراب.
الثالث : أنها عوض من تنوين المفرد وعليه ابن كيسان ، ووجهه بأن الحركة عوض منها الحرف ولم يعوض من التنوين شيء فكانت النون عوضا عنه ، ولذلك حذفت في الإضافة كما يحذف التنوين ، ورد بثبوتها مع الألف واللام وفيما لا تنوين فيه نحو : يا زيدان ولا رجلين فيها ، وغير المنصرف إذا ثني ، وبأن التنوين إنما دخل ليفرق بين الاسم الباقي على أصالته وبين المشابه للفعل ولا حاجة إليه هنا ؛ لأن التثنية والجمع إبعاد عن الفعل فلم يحتج إلى فارق ، وإنما حذفت في الإضافة ؛ لأنها زيادة والمضاف إليه زيادة في المضاف ، فكرهوا زيادتين في آخر الاسم.
الرابع : أنها عوض من الحركة والتنوين معا وعليه ابن ولاد أبو علي وابن طاهر والجزولي ، ورد بما سبق في المذهبين قبله وبثبوتها في الوقف والحركة والتنوين لا يثبتان في الوقف.
الخامس : أنها عوض من الحركة والتنوين فيما وجدا في مفرده ، ومن الحركة فقط فيما لا تنوين في مفرده كمثنى ما لا ينصرف ، ومن التنوين فقط فيما لا حركة في مفرده كعصا وقاض ، وغير عوض فيما خلا عنهما كمثنى حبلى وهذا والذي ، وعليه ابن جني.
السادس : أنها فارقة بين رفع المثنى ونصب المفرد ؛ لأنك إذا قلت : زيدا يلتبس بالمفرد المنصوب حال الوقف ، ثم حمل سائر التثنية والجمع على ذلك وعليه الفراء.
السابع : أنها التنوين نفسه ؛ لأن الأصل بعد تحقق العلامة للتثنية والجمع أن تنتقل إليه الحركة والتنوين ، فامتنعت الحركة للإعلال ولم يمتنع التنوين ، ولكنه لزم تحريكه ؛ لأجل الساكنين فثبت نونا ، نقله ابن هشام الخضراوي وأبو حيان ، قال : ولا يرد أنه لا