[٢٦] (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)
ماذا يستجيب لهم؟ السياق يوحي بأنّ المؤمنين بولاية الله والمسلّمين لإمامة الحق يتعرّضون لضغوط هائلة ، فإذا انهاروا ثم تابوا قبل الله التوبة منهم ، وعفى عن سيئاتهم ، وإذا طلبوا من ربّهم النصر انتصر لهم ، وزادهم من فضله.
وهذا أحد مصاديق الآية ، إلّا أنّ الآية تسع كلّ دعوات المؤمنين ، وبالذات حين تكون لبعضهم البعض ، وقد وردت رواية بذلك حيث فسّرت الآية بالشفاعة فيما بين المؤمنين ، ولا ريب أنّ دعاء المؤمنين لبعضهم نوع من الشفاعة ، بل هو الشفاعة.
فقد روي عن الإمام الصادق (ع) قال : قال رسول الله (ص) في قوله : (وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) :
«الشفاعة لمن وجبت له النار ممّن أحسن إليهم في الدنيا» (١) .
ويحفّزنا هذا التفسير على المزيد من التعاون بين بعضنا البعض ، لأنّ آثار التعاون تمتدّ من الدنيا حتى الآخرة ، ولعل الواحد منا قد استحق النار بعمله إلّا أنّ ربّنا يغفر له بدعاء إخوانه.
أمّا أولئك الذين لم يستجيبوا لنداء الله ودعوة الحق فليس لا يستجيب الله دعاءهم فحسب ، وإنّما هم يعرّضون أنفسهم أيضا لعقاب الله وعذابه الأليم.
(وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ)
__________________
(١) مجمع البيان / ج (٩) ص (٣٠) .