فالذي بسط الأرض وقدّر فيها أقواتها ، والذي سمك السموات وجعلهنّ سبعا ، وأوحى في كل سماء أمرها ، هو الذي هدى الإنسان الى القرآن الحكيم ، بركة للإنسان وسلاما ورحمة ، وإنّ الأعراض عن منهاج القرآن خطير ، كما الإعراض عن سنن الله في السموات والأرض ، وكما الإعراض عن عبر التاريخ.
إنّ سنّة الله في القرآن كسنّته في الخليقة .. فهل تستطيع أن تكفر بسنة الجاذبية فتلقي بنفسك من قمة جبل دون أن يصيبك سوء ، وهل تضرب رأسك بصخرة وتنتظر السلامة ، وهل تقدر على الاستغناء عن الهواء ، عن الغذاء؟ كذلك لا يمكنك الاستغناء عن وحي الله بله الإعراض عنه.
وهل يستطيع أن يقول أحد أنّي أريد تنظيم الكون تنظيما جديدا ، وسلب الأرض جاذبيتها ، والهواء رطوبته ، والغازات خصائصها؟ كلّا .. إنّ من يريد أن يفعل ذلك لا بدّ أن يجد طريقه يوما الى دار المجانين! كذلك الذي يريد مخالفة وحي الله ، وسنّته في التربية ، في الإقتصاد ، والسياسة ، والاجتماع.
بينات من الآيات :
[٩] قد يأتي على إنسان عشرات السنين ينشغل فيها عن كبريات الحقائق التي تحيط به بأتفه الأشياء ، فيرى الأرض بما فيها من آيات عظيمة ، ولكنه لا يتساءل : كيف خلقت ، وكيف سطحت ، كيف قدّر فيها أقواتها ، وتهيّأت لاستقبال الحياة هذه النعمة الكبيرة والسرّ العظيم؟
ويأتي القرآن يذكّرنا بأمّنا الأرض ، ويشير الى سنن الله فيها ، وأنّه خلقها في يومين ، لعلّنا نهتدي الى ربّ القدرة.
(قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ