يمدّه برجال ، فأجابه عبد الملك إلى ذلك ، وكتب إلى طارق بن عمرو يأمره أن يلحق بالحجاج. قال : وكان طارق يسير ما بين المدينة إلى أيلة ، فصادفه كتاب عبد الملك بالسقيا سقيا الجزل ، فسار في أصحابه وهم خمسة آلاف فدخل المدينة ، وعليها عامل ابن الزبير طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري ، فهرب منه ، وكان قدوم الحجاج الطائف في شعبان سنة اثنتين وسبعين ، فلما دخلت ذو القعدة نزل الحجاج [من](١) الطائف ، فحصر ابن الزبير في المسجد ، وحج بالناس الحجاج في سنة اثنتين وسبعين ، وابن الزبير محصور في المسجد والدور ، ثم صدر الحجاج ، وطارق حين فرغا من الحج ، فنزلا بئر ميمون ، ولم يطف الحجاج لحجته سنة اثنتين وسبعين / حتى دخلت عليه سنة ثلاث وسبعين ، وابن الزبير محصور ولم يطف الحجاج بالبيت ، ولم يقرب نساء ولا طيبا إلى أن قتل ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ولكنه كان يلبس السلاح ، فلما قتل ابن الزبير نحر جزورا ولبس الثياب (٢).
قال الواقدي : وحدّثني سعيد بن مسلم بن [بانك](٣) عن أبيه ، قال : حججنا في سنة اثنتين وسبعين ، فقدمنا مكة ، ودخلنا من أعلى مكة ، فنجد أصحاب طارق بالحجون إلى بئر ميمون ، فطفنا بالبيت والصفا والمروة ورأينا ابن الزبير في المسجد وما حوله ، فحج بنا الحجاج سنة اثنتين وسبعين ، وهو واقف بالمصاف (٤) من عرفة ، على فرس له ، وعليه الدرع والمغفر ، ثم صدرنا
__________________
(١) سقطت من الأصل ، ويقتضيها السياق.
(٢) رواه ابن جرير في التاريخ ٧ / ١٩٥ ، من طريق : ابن سعد ، عن الواقدي به. وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام ١ / ١١٣ ، وابن كثير ٨ / ٣٢٥ ، وابن عساكر ـ تهذيبه ـ ٧ / ٤٢٠.
(٣) في الأصل وفي الطبري (بابك) بالباء ، وصوابه بالنون كما أثبتّ.
(٤) المصافّ : جمع مصفّ ، وهو في الأصل : موضع الحرب الذي تكون فيه الصفوف ، وقد استعير هنا لموقف الحجيج. النهاية ٣ / ٣٨. وقد جاءت هذه اللفظة عند الطبري (الهضاب).