الحرام ، وكان يؤمّ الناس ، فكان يقرأ بنا في الوتر بالمعوذات ـ يعني في شهر رمضان ـ وكان أهل مكة على القنوت في الوتر في النصف الأخير من شهر رمضان ، وكانوا يقنتون في صلاة الصبح أيضا من السنة إلى السنة ، وإنما ترك ذلك بمكة من قبل الولاة من أهل العراق.
وقال بعض أهل مكة : كان الناس بمكة في قديم الدهر يقومون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرام ، تركز حربة خلف المقام بربوة ، فيصلي الإمام دون الحربة والناس معه ، فمن أراد صلى ، ومن أراد طاف وركع خلف المقام كما فعل ابن أبي مليكة ، فلما ولي خالد بن عبد الله القسري أمر القرّاء أن يتقدموا فيصفوا خلف المقام ، فقيل له : تقطع الطواف لغير صلاة مكتوبة؟ قال : فأنا آمرهم أن يطوفوا بين كل ترويحتين سبعا ، فأمرهم ففصلوا بين كل ترويحتين بطواف سبع ، فقيل له : فكيف بمن يكون في مؤخر المسجد وجوانبه حتى يعلم انقضاء الطواف فيتهيأ الناس للصلاة ، فأمر عبيد الكعبة أن يكبّروا حول الكعبة ، ويقولون : الحمد لله والله أكبر ، فإذا بلغوا الركن الأسود في الطواف السادس سكتوا بين التكبير سكتة / حتى يتهيأ من كان في الحجر وفي جوانب المسجد من مصل وغيره ، فيعرفون ذلك بانقطاع التكبير فيخفف المصلى صلاته ثم يعودوا إلى التكبير حتى يفرغوا من السبع ، ويقوم مسمّع من غلمان الكعبة فينادي على زمزم : الصلاة رحمكم الله. [وكان](١) عطاء وعمرو بن دينار ـ فيما ذكر المكيون ـ : يرون ذلك ولا ينكرونه (٢). فإذا فرغ الإمام من التراويح فاحرس المسجد على أبواب المسجد ، فأذنوا للنساء ، فخرجن أولا حتى ينفذ آخر النساء وذلك بعد طواف سبع بعد القيام ، فإذا طاف الطائف
__________________
(١) في الأصل (وقال).
(٢) قارن بالأزرقي ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ، فقد روى هذه الأخبار عن جدّه ، عن عبد الرحمن بن حسن بن القاسم ابن عقبة الأزرقي ، عن أبيه.