كبيرا ، وابرز نقاط الخلاف ان القانون الاسلامي يحرم الاسترقاق القسري أو الطوعي للأحرار الا في حالة واحدة هي اسرى الحرب الذين وضع الإسلام امامهم طريق الاسترقاق لتذويبهم في المجتمع المسلم بصورة تدريجية ، ومن دون وجود مضاعفات سلبية.
ان الأسير الذي يفترض ان يكون معتديا على امن الوطن الاسلامي ، ومحاربا سابقا ضد الامة المسلمة لا يمكن ان يطلق سراحه في البلاد الاسلامية ليعيث فيها فسادا ، بل لا بد ان يمر بدورة تربوية تؤهله ليصبح مواطنا صالحا للبلاد الاسلامية ، وعضوا بنّاء في المجتمع المسلم.
اين توجد هذه الدورة التربوية؟ هل تستطيع الدولة الاسلامية ان تؤسس آلاف المعسكرات (وبتعبير آخر المعتقلات) وتحتفظ فيها بهؤلاء الأسرى؟ وهل ينجح هذا الأسلوب لو فعلت؟ كلا .. ان الدورة الجيدة هي إعطاء الأسير جزءا من حريته ، وربطه بواحد من المسلمين وإعطاء حق التوجيه لذلك المسلم وتشجيعه على ان يصبح عضوا جيدا لإعادة كامل حريته اليه ، وأخيرا تزويد مولاه بالوصايا المؤكدة لرعاية حقوقه ، بل بالأوامر المشددة تحت طائلة العقوبة القانونية.
وبهذه الطريقة استطاعت الامة الاسلامية استقطاب الشعوب التي فتحت بلادها في فترات متعاقبة ، بالرغم من ان تلك الشعوب كانت أضعاف عدد الامة ، وتحولت في فترة وجيزة الى جزء من الامة حملت رسالتها الى آفاق جديدة.
ان المقاتل العدو الذي أسر في هذا العام مثلا كان يتحول في العام المقبل الى قائد اسلامي لموجة جديدة من الفتوحات ، وربما في بلاده هو وضد رفاق السلاح ، كيف كان ذلك ممكنا لو لم تكن هناك دورات تربوية داخل كل بيت وكل