(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ)
[١١٢] ودعم الله موقف عيسى (ع) بان استجاب دعاءه حين طلب منه بنو إسرائيل بأن يأتيهم بالمعجزة البينة ، وذلك للدلالة على أنه نبي فعلا.
(إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
أمرهم عيسى عليه السلام بالتقوى ، لأن التقوى ، تزيد الإنسان يقينا ، وايمانا وصدقا وإذا زكى الإنسان نفسه استطاع أن يفهم الحقائق بدون معاجز إضافية.
[١١٣] ولكن بني إسرائيل ازدادوا إصرارا في طلبهم :
(قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ)
انهم قالوا : اننا بحاجة الى اطمئنان القلب وليس غيره ، كما قال إبراهيم عليه السلام لربه : (بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
ثم نريد ان تطمئن قلوبنا بصدق الرسالة وصدق الرسول قالوا : اننا نريد أن يكون موقفنا في الدعوة الى الله ، موقفا حاسما. إذ فرق بين أن يكون الإنسان مؤمنا بشيء إيمانا غيبيا وبين أن يكون إيمانه إيمانا بالشهود ، فآنئذ يستطيع أن يكون كلامه أكثر حسما وقاطعية إذ قليلا ما يشك الناس في صدق المؤمنين إذا ادّعوا بأنهم رأوا البراهين بعينهم ، بينما قد يتشككون في الايمان الغيبي وقد ينسبون ذلك الى صفاء النية ، وبساطة الفكر ، وسذاجة النفس.
[١١٤] (قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا