عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا)
أيّ يكون يوما مشهودا يتذكره الناس ويجددون ذكراه عاما بعد عام ، لتبقى ذكرى المائدة عالقة في أذهان الجميع ، وبالتالي تكون القصة عبرة لكل الأجيال.
(وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
إنها آية تدل على معجزة الله ، ولكن عيسى عليه السلام طلب الرزق الدائم لقومه.
[١١٥] (قالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ)
لأن هناك فرقا بين الكفر الصريح بعد الأيمان النابع من الشهود العيني ، وبين الكفر بعد الايمان الغيبي الذي قد لا يكون عميقا.
إن الله ينعم على عباده ليمتحن مدى شكرهم له عليها ، ومدى تقديرهم للنعم واستفادتهم منها فاذا كفروا بالنعمة فانه سبحانه لا يسلبها منهم فقط ، بل ويسلب منهم سائر النعم حتى يقولوا يا ليت الله لم ينعم علينا بهذه النعمة قطّ.
مثلا : النفط في بلادنا نعمة كبيرة من الله ، ورزق عظيم لشعوبنا ، فاذا شكرنا هذه النعمة بأداء حقوق المحرومين ، وتقسيم الثروة بين الناس بالقسط فسوف تستمر هذه النعمة وتزداد.
أما إذا كفرنا بهذه النعمة ، فاستأثر بها الكبار ، وحرم منها المستضعفون ، واترف فيها الأغنياء ، فانّ الله لا يسلب ثروة النفط منا فقط ، بل وأيضا يسلط بعضنا على بعض فينتشر بيننا الحقد والبغضاء فيقتل بعضنا بعضا ، حتى يأتي يوم