الناس تريد ان تشن الحرب عليهم ولكنك من جهة اخرى تخاف الله فتحجم عن شن الحرب على عبادة ، ولذلك قال هابيل :
(إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ)
ولان الله هو رب العباد فهو يحبهم ، ولا يرضى لواحد ان يعتدى عليهم.
وكلمة اخيرة ان هذا الموقف من هابيل لا يدل على الاستسلام للظلم فالإسلام يأمر بكل وضوح وجدية بضرورة مقاومة الظالمين ، ولكن بعد ان يبدؤا فعلا في ظلمهم أو فيما يؤدي اليه بالتاكيد.
وهابيل لم يكن يصدق ان قابيل قاتله ، بل ربما كان يظن ان كلامه كان مجرد تهديد أو لا أقل كان يحتمل ذلك ، وقد قتل غيلة.
[٢٩] ثم قال هابيل الذي لم يشأ ان يصبح المجرم. حتى ولو كان ذلك يؤدي به الى ان يصبح الضحية :
(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ)
حيث ان القاتل بغير حق سيتحمل أوزار القتيل يوم القيامة ، بينما يغفر الله للقتيل ذنوبه رحمة به.
(فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ)
حيث يتضاعف اثمهم بسبب ظلمهم للناس.
[٣٠] النفس الامارة بالسوء تهون في عين الإنسان الجرائم الكبيرة إرضاء للشهوات العاجلة ، وقابيل كان يستعظم في البدء الاعتداء على حياة أخيه ، حيث