الصفحه ١٩٠ : .
ويبيّن ذلك
أنّك تقول : «لك في هذا غنى» ، فتنكّر إذا أردت أن تجعل ذلك من بعض ما يستغني به ،
فإن قلت : «لك
الصفحه ٢٠١ :
هذا ، وكما أن
من شأن الكناية الواقعة في نفس الصّفة أن تجيء على صور مختلفة ، كذلك من شأنها إذا
وقعت
الصفحه ٢٠٥ : لم
يبلغ مبلغه ، قول الآخر : [من الوافر]
متى تخلو
تميم من كريم
ومسلمة بن
عمرو
الصفحه ٢٣٩ :
الشأن» ، ظننت أن لا يخشى على من يقوله الكذب. وهل عجب أعجب من قوم عقلاء
يتلون قول الله تعالى
الصفحه ٢٥٤ : ؟ كيف وأنت تقرأ السّورة من السّور الطّوال فلا تجد فيها
من الغريب شيئا ، وتتأمّل ما جمعه العلماء في غريب
الصفحه ٢٥٨ :
ومن العجيب في
هذا ، ما روي عن أمير المؤمنين عليّ رضوان الله عليه أنه قال : «ما سمعت كلمة
عربية من
الصفحه ٢٥٩ : قوله : «قفا نبك» ، وكيف بالشّكّ في ذلك؟ ولو كانت
الألفاظ يتعلّق بعضها ببعض من حيث هي ألفاظ ، ومع اطّراح
الصفحه ٢٨٥ :
فإن قال قائل :
إن المزيّة من أجل أنّ المساواة تعلم في «رأيت أسدا» من طريق المعنى ، وفي «رأيت
رجلا
الصفحه ٢٩٤ :
ثم إن هاهنا
معنى شريفا قد كان ينبغي أن نكون قد ذكرناه في أثناء ما مضى من كلامنا ، وهو أنّ
العاقل
الصفحه ٢٩٥ :
وكيف لا يكون
في إسار الأخذة ، ومحولا بينه وبين الفكرة من يسلّم أن الفصاحة لا تكون في أفراد
الكلمات
الصفحه ٣٠٩ : المتقدّم.
ومثال ذلك قول
المتنبّي : [من السريع]
بئس اللّيالي
سهدت من طربي
شوقا إلى
الصفحه ٣١٤ : قول البحتري
: [من البسيط]
إذا محاسني
اللّاتي أدلّ بها
كانت ذنوبي
فقل لي كيف
الصفحه ٣١٨ : المتنبي :
[من الكامل]
إذكار مثلك
ترك إذكاري له
إذ لا تريد
لما أريد مترجما
الصفحه ٣٢٣ :
مع قول أبي
نواس : [من الرمل المجزوء]
وإذا مجّ
القنا علقا
وتراءى الموت
في
الصفحه ٣٣٠ : ؟
وكذلك الحكم في
جميع ما ذكرناه ، فليس يتصوّر في نفس عاقل أن يكون قول البحتري : [من الكامل]
وأحبّ