٢ ـ المواد الأربع التي أعلنت ذلك اليوم
وإن كان القرآن الكريم أعلن براءة الله من المشركين بشكل مطلق ، إلّا أنّ الذي يستفاد من الرّوايات أنّ عليّا عليهالسلام قد أمر بإبلاغ أربع مواد إلى الناس ، وهي :
١ ـ إلغاء عهد المشركين.
٢ ـ لا يحق للمشركين أن يحجّوا في المواسم المقبلة.
٣ ـ منع العراة والحفاة من الطواف الذي كان شائعا ومألوفا حتى ذلك الوقت.
٤ ـ منع المشركين من دخول البيت الحرام.
وقد جاء في تفسير مجمع البيان عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّ الإمام عليا خطب في موسم الحج ذلك العام فقال : «لا يطوفن بالبيت عريان ، ولا يحجن البيت مشرك ، ومن كان له مدة فهو إلى مدته ، ومن لم تكن له مدة فمدته أربعة أشهر».
وفي بعض الروايات إشارة إلى المادة الرّابعة ، وهي عدم دخول المشركين وعبدة الأصنام البيت الحرام (١).
٣ ـ من هم الذين كانت لهم عهود «إلى مدّة»
يظهر من أقوال المؤرخين وبعض المفسّرين أنّ الذين كانت لعهدهم مدة ، هم جماعة من بني كنانه وبني ضمرة ، فقد بقي من عهدهم في ترك المنازعة تسعة أشهر ، وقد بقي النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على عهده وفيّا ، لأنّهم بقوا أوفياء لعهدهم ولم يظاهروا المشركين في مواجهة الإسلام حيت انتهت مدّتهم (٢).
وقد عدّ بعضهم طائفة بني خزاعة من هؤلاء الذين كان لعهدهم مدّة. (٣)
* * *
__________________
(١) جاء في بعض الرّوايات منع المشركين من دخول المسجد.
(٢) تفسير مجمع البيان ، ج ٥ ، ذيل الآية محل البحث.
(٣) تفسير المنار ، ج ١٠ ، ذيل الآية محل البحث.